نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 22
الهر من البر". فقد ذكر بعضهم أن الهر: السنور، والبر: الفأرة في لغة، وقال بعض علماء الكوفة معنى المثل: لا يعرف من بهر عليه "يكرهه" ممن يبره، وقال آخرون: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها[1]. على أن هذه الأمثال الغامضة قلية، أما الكثرة فواضحة بينة.
وقد أكثر العرب من صنع الأمثال، وضربها في جميع أحداثهم وشئون حياتهم، وكثيرا ما كانوا يستوقونها في خطابتهم، يقول الجاحظ: "كان الرجل من العرب يقف الموقف، فيرسل عدة أمثال سائرة، ولم يكن الناس جميعا ليتمثلوا بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع"[2]، فقد أودعها تجاربهم، فاتسمت بالقبول وشاعت بالتداول، على شاكلة قولهم:
أي الرجل المهذب -إياك أعني واسمعي يا جارة[3]- تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها[4] -رب عجلة تهب ريثا[5]- رمتني بدائها وانسلت -لا تعدم الحسناء ذاما[6]، لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة -مقتل الرجل بين فكيه[7]- المقدرة تذهب الحفيظة[8] -من سلك الجدد[9] أمن العثار- أسمع من فرس
في غلس[10] -إذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد- الحر حر وإن مسه الضر - إنما
المرء بأصغريه: قلبه ولسانه -أسمع جعجعة ولا أرى طحنا[11]- من أجدب انتجع [12] -ويل للشجي من الخلي[13]- من استرعى الذئب [1] المزهر للسيوطي "طبعة الحلبي" 1/ 500. [2] البيان والتبيين للجاحظ "طبع مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر" 1/ 271. [3] يضرب في التعريض بالشيء يبديه الشخص، وهو يريد غيره. [4] لا تأكل بثدييها: أي بثمن لبن ثدييها. يضرب في صيانة الرجل الحر نفسه عن المكاسب الحسيسة. [5] الريث: البطء، أي رب عجلة تلقي صاحبها في بطء فتفوته حاجته. [6] الذام: العيب. [7] بين فكيه: أي في لسانه، وما يأتي به من الكلام. [8] الحفيظة: الغضب، يضرب في العفو عند المقدرة. [9] الجدد: الطريق الواضحة. [10] الغلس: الظلام. [11] الجعجعة: صوت الرحى، والطحن: الدقيق. [12] انتجع: طالب الكلأ في مواضعه. [13] الشجي: المهموم، والخلي: الخالي من الهموم.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 22