نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 23
ظلم -لا تلد الحية إلا حية- كل مجر في الخلاء يسر[1] -قبل الرماد تملأ الكنائن[2].
وهناك جماعة اشتهرت في العصر الجاهلي بكثرة ما انزلق على ألسنتها من هذه الأمثال، ومن قدمائهم لقمان عاد؛ تلك القبيلة اليمنية البائدة التي كانت تسكن الأحقاف، فإننا نجد ذاكرة واضحة على ألسنة الشعراء[3]، يقول الجاحظ: "كانت العرب تعظم شأنه في النباهة والقدر، وفي العلم والحكم وفي اللسان والحلم"[4]. ويقول أيضا: "من القدماء ممن كان يذكر بالقدر والرياسة والبيان والخطابة، والحكمة والدهاء والنكراء لقمان"[5]. وهو غير لقمان الحكيم الذي جاء في القرآن الكريم[6]. ويذهب كاتب مادة لقمان في دائرة المعارف الإسلامية إلى أن شخصية لقمان مرث بثلاث مراحل:
أ- مرحلة جاهلية، وفيها يتراءى لنا لقمان عاد المعمر صاحب قصة النسور، إذ يزعمون أنه عاش عمر سبعة نسور، كلما هلك نسر خلف من بعده نسر، وكان آخرها لبدًا الذي ذكره الشعراء كثيرا في أشعارهم[7]. ب- ومرحلة قرآنية، وفيها يتراءى لنا لقمان صاحب السورة الخاصة به. وقد ربط المفسرون بين لقمان هذا، وبين بلعام حكيم بني إسرائيل، فقالوا: إنه لقمان بن باعور بن ناحور بن تارخ، وهو نفس نسب بلعام[8]. ج- ثم مرحلة متأخرة، وهي مرحلة نسيج فيها حول لقمان قصص كثير على نحو ما نجد في كتاب "أمثال لقمان"، وهو مكتوب بأسلوب ركيك، يغلب عليه الابتذال. [1] المجري: الذي يجري فرسه. يضرب مثلا الرجل يحمد بعض خلاله، ولا يشعر بفضائل غيره. [2] الكنائن: جمع كنانة، وهي جعبة السهام. [3] البيان والتبيين "طبعة الحلبي" 1/ 183 - 189، 3/ 304. [4] البيان والتبيين 1/ 184. [5] نص المصدر 1/ 365. [6] انظر البيان والتبيين 1/ 184، وراجع تفسير أبي حيان "طبع مطبعة السعادة" 7/ 186، وقصص الأنبياء للثعلبي "طبعة القاهرة" 340، وخزانة الأدب للبغدادي "طبع بولاق" 2/ 77. [7] انظر كتاب المعمرين للسجستاني "طبع مطبعة السعادة" ص3، وحياة الحيوان للدميري "طبع المطبعة الخيرية" 2/ 306. [8] راجع الثعلبي 340، وتفسير أبي حيان 7/ 186.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 23