نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 31
وإذا تركنا مكة والمدينة إلى القبائل المنبطحة في البادية، وجدنا ممن اشتهروا فيها بالخطابة ابن عمار الطائي، وهو خطيب مذحج كلها[1]، وهانئ بن قبيصة خطيب شيبان يوم ذي قار[2]، وزهير بن جناب خطيب كلب وقضاعة[3]، وربيعة بن حذار خطيب بني أسد[4]، وإليه احتكم الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي، وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم أيهم أشعر[5]. ومن الخطباء المشهورين في القبائل أيضا عامر بن الظرب[6] أحد حكام العرب في الجاهلية، ومن كانوا يقضون بينهم في خصوماتهم[7].
وممن اشتهر باللسن والخطابة، والشعر لبيد بن ربيعة العامري، ومن قوله8:
وأخلف قسا ليتني ولو أنني ... وأعيي على لقمان حكم التدبر
ومن قوله أيضا9:
وأبيض يجتاب الحروق على الوجى ... خطيبا إذا التف المجامع فيصلا
ومن خطبائهم هرم بن قطبة الفزاري[10]، وهو صاحب المنافرة المشهورة بين علقمة بن علاثة، وعامر بن الطفيل، وقد رآه عمر بن الخطاب يوما في المسجد، فقال له: "أرأيت لو تنافرا إليك -يعني علقمة وعامر- أيهما كنت تنفر: يا أمير المؤمنين لو قلت فيهما كلمة لأعدتها جذعة، فقال عمر: لهذا العقل تحاكمت إليك العرب"[11].
ومن الخطباء البلغاء عمرو بن كلثوم خطيب تغلب[12]. وهيذان بن شيخ [1] البيان والتبيين 1/ 349. [2] أغاني "طبعة الساسي" 20/ 137. [3] نفس المصدر 21/ 65. [4] نفس المصدر 10/ 61، والبيان والتبيين 1/ 365. [5] أغاني 12/ 40، 21/ 113. [6] أغاني "طبعة دار الكتب" 3/ 90، وانظر السيرة النبوية 1/ 129، والبيان والتبيين 1/ 365، والمعمرين 44. [7] أغاني 3/ 90، والسيرة النبوية 1/ 128.
8 البيان والتبيين 1/ 189.
9 نفس المصدر 1/ 266، ويجتاب: يقطع، الحروق: الفلوات، الوجى: الحفد. [10] البيان والتبيين 1/ 365. [11] البيان والتبيين 1/ 237. [12] نفس المصدر 2/ 141.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 31