نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 32
الذي قال فيه الرسول عليه السلام: "رب خطيب من عبس" [1]، والعشراء ابن جابر، وخويلد بن عمرو خطيب يوم الفجار[2]، وقيس بن خارجة بن سنان، ويقال: إنه خطب في حرب داحس والغبراء يوما إلى الليل[3]، وكل هؤلاء من غطفان. ومن الخطباء حنظلة بن ضرار خطيب بني ضبة، وقد طال عمره حتى أدرك يوم الجمل[4]. ولم تشتهر قبيلة بالخطابة كما اشتهرت إياد وتميم، ومن إياد قس بن ساعدة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "رأيته بسوق عكاظ على جبل أحمر، وهو يخطب في الناس" [5]. ومن خطباء تميم المفوهين ضمرة بن ضمرة[6]، وأكثم بن صيفي[7] وقيس بن عاصم[8]، وعطارد بن حاجب بن زرارة خطب وفد تميم بين يدي الرسول، وعمرو بن الأهتم المنقري، ولم يكن في بادية العرب في زمانه أخطب منه[9]. وما من ريب في أن هذه الكثرة من الخطباء -ووراءهم كثير لم نذكرهم- تدل دلالة بينه على ما كنت عليه الخطابة من رقي وازدهار.
وكان للخطباء حينئذ سنن خاصة في أداء خطابتهم، منها أنهم كانوا يخطبون على رواحلهم في المواسم العظام، والمجامع الكبار[10], وكان من عادتهم لوث العمائم على رءوسهم، والإشارة في أثناء خطابتهم بالعصي والمخاطر والقنا والقضبان والقسي[11]. وفي ذلك يقول لبيد12:
ما إن أهاب إذا السرادق غمه ... قرع القسي وأرعش الرعديد
وقد حملت الشعوبية حملة شعواء على العرب لاتخاذهم في خطابتهم [1] البيان والتبيين 1/ 273. [2] نفس المصدر 1/ 350-351. [3] نفس المصدر 1/ 16، وما بعدها. [4] نفس المصدر 1/ 341. [5] البيان والتبيين 1/ 308-309. [6] جمهرة الأمثال للعسكري 1/ 186. [7] البيان والتبيين 1/ 365، والأغاني "طبعة الساسي" 15/ 70. [8] البيان والتبيين 1/ 53. [9] البيان والتبيين 1/ 355. [10] نفس المصدر 3/ 7. [11] انظر أوائل الجزء الثالث من البيان والتبيين.
12 البيان والتبيين 1/ 372، 3/ 9. وغمه: علاه، وكثر فيه.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 32