نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 75
مقدمة الجيوش الفاتحة[1]. واتسعت هذه الموجة اتساعا شديدا في عصر بني أمية، إذ استخدمها الدولة كما استخدمها خصومها في الدعوة السياسية، وقد أمر معاوية أن يكون ذلك مرتين في اليوم، مرة بعد صلاة الصبح، ومرة بعد صلاة المغرب[2]، وعين للقصاص مرتبات خاصة[3]. وكان للخوارج قصاص كثيرون، أشهرهم صالح بن مسرح، وإن يخلط مواعظه وقصصه بالدعوة إلى الجهاد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يزال يذم الدنيا والتعلق بها.
وهؤلاء القصاص الرسميون كان يقابلهم قصاص من الناسكين العابدين من مثل الأسود بن سريع، وهو أول من قص بالبصرة[4]، ومثل زيد بن صوحان في الكوفة[5]، وعبيد بن عمير في المدينة[6]، وكان عبد الله بن عمر يحضر قصصه ووعظه، ومنهم إبراهيم التيمي وكان الناس ينتفضون أمامه انتفاض الطير[7]، وسعيد بن جبير، وكان يقص كل يوم مرتين بعد الفجر، وبعد العصر[8]، وذر بن عبد الله وكان من أبلغ الناس في القصص[9]، ومسلم بن جندب قاص مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم[10]، ومطرف بن عبد الله الشخير[11]، ويزيد بن أبان الرقاشي، وكان قاصا مجيدا، ومن قوله12:
"ليتنا لم نخلق، وليتنا إذ خلقنا لم نعص، وليتنا إذ عصينا لم نمت، وليتنا إذ متنا لم نبعث، وليتنا إذ بعثنا لم نحاسب، وليتنا إذ حوسبنا لم نعذب، وليتنا إذ عذبنا لم نخلد". [1] أسد الغابة 5/ 216. [2] الولاة والقضاة الكندي ص304 في الهامش، وخطط المقريزي "طبعة بولاق" 2/ 253. [3] الولاة والقضاة ص 317. [4] ابن سعد ج7 ق1 ص28. [5] ابن سعد 6/ 84. [6] ابن سعد 5/ 341، والبيان والتبيين 1/ 367. [7] طبقات ابن سعد 6/ 199. [8] ابن سعد 6/ 180. [9] انظر العقد الفريد 3/ 198، وعيون الأخبار 2/ 298. [10] البيان والتبيين 1/ 367. [11] نفس المصدر 1/ 367، وصفة الصفوة 3/ 144، وعيون الأخبار 2/ 289.
12 البيان والتبيين 1/ 262.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 75