نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 131
المستقيم، والمملوك يقبّل اليد الكريمة المولوية الملكية العادلية لا زال عرفها مأمولا، وإحسانها عند الله مقبولا، وفعلها في المكرمات مبتدعا إذا كان فعل الأيادي مفعولا، ونستغيث إلى عفوها الذي يكفي فيه لفظة الاعتذار، ولا ينفد بمواظبة الآصار، ولو عرف ذنبه باديا لقرع له سن الندامة، وعاد على نفسه بالملامة. ولما كان عجيبا أن يكون مليما، وأن يكون مولانا كريما، لكنه حمل آصرة الذنب وهو بريء من حملها، وخاف أن تكون هذه كأخواتها التي سلفت من قبلها، والأمور المتشابهة يقاس البعض منها على البعض، والملسوع لا يستطيع أن يرى مجرّ حبل على الأرض، ولم يجترم الملوك الآن جريمة سوى أن فر إلى الاعتصام، وألقى بيده إلى أقوام لم يكونوا له بأقوام، وإذا ضاق على المرء أقربه كان الأبعد له من ذوي الأرحام.
وليس بأوّل من ذهب هذا المذهب، ولا بأول من حمل نفسه على ركوب هذا المركب، ولئن قال بعض الناس إنه عجّل في اعتصامه وفراره، وإنه لو صبر ابتلي بما ابتلي به من قوارص مولانا مرة بعد أخرى، ولقد تكاثرت عليه هذه الأقوال المؤنبة حتى ملأت طرفه كحل السّهاد، وجنبه شوك القتاد، وأصبح وهو يرى أنه زلق في خطيئته زلقا، وغص بندمه من أجلها شرقا، وبدت له سوأته حتى طفق يخصف عليها ورقا، ومع هذا فإنه واثق أن حلم مولانا لا يؤتى من الزلل، وأن حصاة الذنوب لا تخف بوزن ذلك الجبل، وها هو قد جاء نازعا وللنازع العتبى، وعاد مستشفعا ولا شفيع أكرم من القربى.
ثم مضيت على هذا النهج إلى آخر الكتاب.
وفي الذي أوردته من هذا الفصل معنى آية من القرآن في سورة الأعراف، وهي قوله تعالى: فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة.
ومن ذلك ما كتبته عن الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان بن مسعود صاحب الموصل إلى الديوان العزيز ببغداد بعد وفاة والده يسأل في التقليد، وكان عمره إذ ذاك ستّ عشرة سنة؛ فمما جاء في صدر الكتاب بعد الدعاء قولي، وهو:
إذا توفّي وليّ من أولياء الدولة فمن السّنّة أن يعزى بفقده، ويستخرج إذنها في سليله
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 131