responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 140
فلما رأى هذا الفصل بهت له، وأعجب منه، ثم إني لم أقنع بإيراد ذلك الحديث حتى قرنت به حديثا آخر، وهو قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «الأنصار كرشي وعيبتي» .
وحيث عرفتك أيها المتعلم ما تقتدي به في هذا الموضع فقد ذكرت لك أمثلة كثيرة تتدرب بها.
فمن ذلك ما ذكرته في دعاء كتاب من الكتب، وهو: أعاذ الله أيامه من الغير، وبيّن بخطر مجده نقص كل خطر، وجعل ذكره زادا لكل ركب وأنسا لكل سمر، ومنحه من فضله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وهذا المعنى مأخوذ من الحديث في وصف نعيم الجنة فنقلته إلى الدعاء.
ومن ذلك ما ذكرته في وصف الحلم، وهو: تركته حتى جال في الميدان، وامتد في الأشطان، ولم أنتصر خوفا من قيام الملك وقعود الشيطان، والحليم لا يظهر أثر حلمه إلا عند تلدّده، والكظيم هو أشد ما يخاف من تبدده.
وهذا المعنى أخذته من قصة أبي بكر رضي الله عنه في خصامه، فإنه بغي عليه ثلاث مرات وهو ساكت، ففي الثالثة انتصر، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «كان الملك جالسا إلى جانب أبي بكر يكذب خصمه بما يقول فلما انتصر قام الملك وقعد الشّيطان» .
ومن ذلك ما ذكرته في النصرة على العدو في موطن القتال، وهو: أخذنا بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النصر الذي نرجوه، ونبذنا في وجه العدو كفّا من التراب وقلنا:
شاهت الوجوه، فثبّت الله ما تزلزل من أقدامنا، وأقدم حيزوم فأغنى عن إقدامنا.
وهذان المعنيان أحدهما: مأخوذ من حديث غزوة حنين، وما فعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أخذ قبضة من التراب وألقاها في وجوه الكفار وقوله: «شاهت الوجوه» ؛ والمعنى الآخر: مأخوذ من حديث غزوة بدر، وذاك أن رجلا من المسلمين لاقى رجلا من الكفار وأراد أن يضربه فخر على الأرض ميتا قبل أن يصل إليه، وسمع الرجل المسلم صوتا من فوقه، وهو يقول: «أقدم حيزوم» فجاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وأخبره، فقال: «ذاك من مدد السّماء الثّالثة» .

نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست