نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 320
انظر إلى الأيّام كيف تسوقنا ... طوعا إلى الإقرار بالأقدار
ما أوقد ابن طليل قطّ بداره ... نارا وكان هلاكها بالنّار
وكذلك ورد قول ابن قلاقس من شعراء مصر:
زد رفعة إن قيل أنغ ... ض وانخفض إن قيل أثرى
كالغصن يدنو ما اكتسى ... ثمرا وينأى ما تعرّى
وهذا من المعاني الدقيقة.
ومن هذا الأسلوب قول الشاعر المعروف بالحافظ في تشبيه البهار، وهو:
عيون تبر كأنّما سرقت ... سواد أحداقها من الغسق
فإن دجا ليلها بظلمته ... ضممن من خوفها على السّرق
وهذا تشبيه بديع لم يسمع بمثله، وهو من اللطافة على ما لا خفاء به.
ومن هذا القسم قول بعض المتأخرين من أهل زماننا:
لا تضع من عظيم قدر وإن كن ... ت مشارا إليه بالتّعظيم
فالشّريف العظيم ينقص قدرا ... بالتّعدّي على الشّريف العظيم
ولع الخمر بالعقول رمى الخم ... ر بتنجيسها وبالتّحريم
ومن غريب ما سمعته في هذا الباب قول بعض الشعراء المغاربة يرثي قتيلا:
غدرت به زرق الأسنّة بعدما ... قد كنّ طوع يمينه وشماله
فليحذر البدر المنير نجومه ... إذ بان غدر مثالها بمثاله
وكذلك جاء قول بعض المغاربة في الخمر وكاساتها:
ثقلت زجاجات أتتنا فرّعا ... حتّى إذا ملئت بصرف الرّاح
خفّت فكادت أن تطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخفّ بالأرواح
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت محيي الدين عبد الحميد نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين جلد : 1 صفحه : 320