نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 218
فيشعرون من مطالعة هذه الطرائف بالراحة النفسية التي لا حَدَّ لها.
والكاتبة المحترفة أو المصاحفة التي تجسد من وقتها ما يكفي لكتابة الطرائف التي تمس الشئون المنزلية للمرأة، أو تشير من قريب أو من بعيد إلى مشكلاتها الزوجية، أو المادية، أو النفسية، تساعد الكثيرات من الزوجات على التخلص من متاعبهن، أو تحسين حالاتهن، مسترشداتٍ في ذلك بالتأثير النفسي الذي ربحته من مطالعة هذا اللون من ألوان الصحف.
وبهذه الطرق وأمثالها يصبح الجيل الجديد من الشبان والفتيات أكثر ثقافةً من الأجيال السابقة، ويخوض غمار الحياة بنفوس أكثر صفاءً وتحررًا من تلك الأجيال، بل بهذه الطريقة تؤدي الصحافة وظيفة "الأدب الواقعيّ" وتحل محله في أوقاتٍ كثيرة، وتكفي -إلى حد ما- في تغذية الجيل الحاضر من هذه الناحية.
على أن الأمر عسير على المحرر المحترف أو المصاحف بقدر ما هو يسير على القاريء أو المستمع؛ فالمحرر عليه دائمًا أن يبحث عن احتياجات القراء، وعن مطالب المجلة أو الصحيفة، أو الإذاعة، وعليه أيضًا أن يحسن استخدام النقد عند الضرورة، وعليه أن ينمي اتصالاته بالناس على اختلاف طبقاتهم، وعليه أن يضيف كل يوم جديدًا إلى معلوماته وتجاربه الخاصة، كما أن عليه أن يأخذ نفسه بالصبر والمثابرة في الوصول إلى المعاني الجديدة, والألفاظ التي تناسب هذه المعاني الجديدة.
ثم هو بعد هذا كله لا يبدأ الكتابة إلّا حين يشعر بالرغبة الشديدة فيها، فقد بَيَّنَّا أن هذه المادة أقرب إلى المجلات الدورية منها إلى الصحف اليومية، أو بعبارة أخرى: أقرب إلى طبيعة الأدب منها إلى طبيعة الصحافة.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 218