responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 22
ولذلك يرى د. حمزة -رحمة الله, أن من أسباب ظهور فن المقال الصحفيّ في مصر ملائمة البيئة الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية لطبيعة فن المقال نفسه، وهي البيئة التي شهدت ظهور الرأي العام المصريّ وتكوّنه من خلال الصحافة والتعليم، والرغبة في التغيير السياسيّ والاجتماعيّ، وتلك هي العوامل التي هيأت لظهور فن المقال الصحفيّ؛ لأنه بطبيعته فنٌّ حضاريٌّ يزدهر في بيئة الفكر والعلم والنهضة والتعقيل.
ويلاحظ القاريء الكريم لكتاب: "المدخل في فن التحرير الصحفيّ" أن التحرير يشمل قسمين رئيسيين في الصحف هما: الأخبار من ناحية، وفنون المعالم Features من جهةٍ أخرى، وأن هذه الفنون الأخيرة تشمل: فن التقرير الصحفيّ، وفنون المقال.
أذكر لأستاذنا د. حمزة -رحمة الله, سلسلة مقالات في بداية الستينات، بعنوان: "دراسات وقراءات في النقد" منها مقالٌ خصَّصَه لدراسة نظرية "لسنج" في التفرقة بين الفنون, قال فيه:
عاش لسنج في القرن الثامن عشر الميلاديّ, وحدَّثَ مرةً أن طلع على تمثل في الفاتيكان, وهو تمثال "اللاوكون" وكان موحيًا لكثير من الشعراء والأدباء الذين قالوا فيه الكثير من الشعر، وفي الوقت نفسه كان موحيًا للفنانيين الذين اشتغلوا بتقليده مرات عديدة.
وقصة هذا التمثال خلاصتها: أن راهبًا كان يتعبد في معبد أبو لون، ثم كفر به في آخر حياته، وذهب يعبد إله البحر، فما كان أبو لون إلّا أن أرسل عليه لينتقم منه, والتمثال للراهب وهو يصارع ليدفع أذاها عن نفسه وعن ولديه, وحين رأي لسنج التمثال رأى آثار الألم باديةً على وجه الراهب وعلى جسده, ولكنه لاحظ أن هذا الألم مكبوت, وكان لسنج قد سبق له أن قرأ ما كُتِبَ عن شعر اللاتيني فرجيل، وفي هذا الشعر كان الراهب يصرخ ويصيح ويملأ الدنيا بصراخه وعويله, فالتفت لسنج منذ هذه اللحظة إلى الفرق بين فن النحت وفنِّ الشعر.
فالقصة التي أوحت إلى النحات والشاعر واحدة، فأخذ لسنج يتساءل: ترى ما سبب هذا الفرق، وما كنهه؟ فالراهب في الشعر يصرخ، ويصف الشاعر ملابسه, ويذكر كثيرًا من التفاصيل التي تتصل بهذا

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست