نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 32
أكثر من عشر ساعاتٍ كل يوم في قراءة الصحف التي يحبها ويختارها، وقد لا تكفي هذه الساعات على كثرتها لكي يستوعب ما يريد.
إن قراءة الصحيفة يحتاج إلى ذكاء خاص من القارئ الواعي, وإنه ليطعن في ذكاء هذا القارئ اهتمامه بالموضوعات الطفيفة, وانصرافه عن الموضوعات الهامة المفيدة بالقياس إليه, وإلى نوع العمل الذي يرتزق منه، أو نوع الهواية التي يميل إليها, فعلى القارئ الواعي أذن, أن يعرف بالضبط أين تكتب الصحيفة هذه الموضوعات الهامة بالنسبة إليه, ولقد بالغ خبراء الصحافة في كتابة الإرشادات لقراء الصحيفة إلى حَدِّ أنهم أرشدوهم إلى الطريقة التي يمسكون بها الجريدة اليومية، فهمسوا في أذن القارئ مثلًا أن تفتح الجريدة اليومية لِمَ أطوها من نصفها طولًا؟ وابتدئ بقراءة الأعمدة الأربعة, حتى على اليمن؛ حيث تجد أهم أخبار اليوم, بهذه الطريقة نفسها تستطيع أن تقرأ الصفحة الثانية, ثم الصفحات الباقية, وقد دلت الإحصاءات التي أجريت في قراءة الصحف على أن الرجل العاديّ يستطيع أن؟؟؟ في اتباع أحسن الطرق للاستفادة بأحسن صورة ممكنة, لا شك أن القارئ يحس أن عليه أولًا أن ينظر نظرةً تامةً إلى محتويات الصحيفة, فإذا كان هناك دليل لهذه المحتويات فذلك, وإلّا فإن نظرة خاطفة إلى صفحات الجريدة كلها تعطي هذه الفكرة.
كما يَحُسُّ هذا القارئ أن عليه بعد ذلك أن ينظر نظرةً خاطفةً إلى الصور والرسوم التي تشتمل عليها الصحيفة، ولا يستغرق ذلك في الغالب أكثر من ثلاث دقائق.
وعلى القارئ بعد ذلك أن يعود إلى الأخبار الرئيسية، ولها يجب أن يخصص القارئ وقتًا لا يقل عن عشر دقائق بحالٍ ما, وعليه بعد هذا مباشرةً أن ينتقل إلى المقال الافتتاحيّ ليجد فيه تفسير الجريدة للأهم من هذه الأخبار الرئيسية، ومن حسن الحظ أن المقالات الافتتاحية تكتب في هذه الأيام بطريقة موجزة كل الإيجاز حتى لا تستغرق وقتًا ما من القارئ أن يرجع إلى الموضوعات التي تروقه, وتتفق مع هوايته, أو مع العمل الذي يعمله, وفيها بقضي القارئ بقية الوقت الذي خصصه لقراءة الصحيفة, ويستمتع بهذه القراءة كما يستمتع بأكل الفاكهة في ختام غذائه أو عشائه.
وفي مقال آخر -في الفترة نفسها, الستينات- يكتب عن "حرية الصحافة ورقابة الرأي العام قائلًا:
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 32