نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 349
عمود الموضوعات الإنسانية:
نعني بالموضوعات الإنسانية جميع الموضوعات التي يخاطب فيها الكاتب إحساس القراء، ويهدف إلى إمتاعهم من الناحية الشعورية البحتة، وإحساسات القراء لا حصر لها في الواقع، وهي في الوقت نفسه تختلف بين فرد وفرد، كما تختلف بين حالة وحالة عند الفرد.
فشابٌّ ضيق الدخل, ذو أسرة كثيرة العيال, قد يثير فيك من الإحساسات ما يثيره الشيخ الهرم، أو المرأة العجوز التي مات زوجها وأولادها منذ زمنٍ بعيدٍ، وبائع متجول لفحت وجهه الشمس، وعليه ثياب ممزقة، وصوته قد بُحَّ في الإعلان عن بضاعته اليسيرة, قد يحرك فيك من الشعور ما يحركه منظر اليتيم في يوم عيد، وهكذا.
ونعنى بالموضوعات الإنسانية أيضًا, جميع الموضوعات التي يخاطب فيها الكاتب عقول قرائه، والناس في هذا العصر لا يجدون لهم غنًى عن المتع العقلية البحتة، يلتمسونها من أي طريق، وما دام طابع العصر هو السرعة, فلا ينتظر من أكثر القراء أن يلتمسوا هذه المتع العقلية الخالصة في الكتب، ولكنهم مضطرون في معظم الأحيان إلى التماسها في الصحف.
من أجل ذلك, نرى الصحف كثيرًا ما تَمُدُّ القارئ بأعمدة تخاطب فيها عقله، وربما كانت هذه الأعمدة خلاصةً طيبةً لمقالٍ قرأه الكاتب، أو لبحث فلسفيٍّ أوحى إليه بكتابة العمود الإنسانيّ.
ومن هذا القبيل كثير من الأعمدة التي كان يكتبها "على أمين" بصحيفة
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 349