نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 350
"الأخبار" تحت عنوان: "فكرة", ومنها كذلك بعض الأعمدة التي يكتبها "محمد زكي عبد القادر" في نفس الصحيفة تحت عنوان: "نحو النور".
أما الصحف الأجنبية -أمريكية أم أوروبية- فحافلة بهذا اللون من الأعمدة، والذي لا ريب فيه أن هذا الصحف الأجنبية تَقَدَّمَتْنَا أشواطًا بعيدة في هذا السبيل.
ولئن كانت الأعمدة الإنسانية العاطفية تعتمد على غزارة العواطف عند الكاتب, وعلى ثروته في المشاعر، فإن الموضوعات الإنسانية العقلية تعتمد على قدرة الكاتب على التأمل في سلوك الناس، والمهارة في تحليل هذا السلوك تحليلًا فطريًّا حينًا، ومبنيًّا على قواعد علم النفس الحديث حينًا آخر.
وما أشبه المحرر الصحفيُّ في الحالة الأولى بالأديب, وما أشبه المحرر الصحفيُّ في الحالة الثانية بالفيلسوف, وما أشد حاجته في الحالتين معًا إلى قوة البيان، وجمال الأسلوب، وحلاوة التعبير، والقدرة الصحيحة على ربط هذه الإحساسات أو التأملات بعضها ببعض؛ ليخرج منها مادةً إنسانيةً تريح النفس، وتلذ العقل، وتغذي الوجدان.
من أجل هذا, كانت الأعمدة الإنسانية أقرب المود الصحفية كلها على الإطلاق إلى محيط الأدب، بل لا نبالغ إذا قلنا: إنها أدب خالص, له من القيم الفنية ما يصبح به خليقًا باسم الأدب الخالص، ونحن نعلم أن هذه القيم الفنية إنما تتلخص في ثلاثة أشياء، وهي:
عمق التفكير، وغزارة الشعور، وجمال التعبير، وقد رأينا كيف يمكن أن تتوافر هذه الأشياء كلها في الموضوع الإنسانيّ.
ومن ثَمَّ وجب أن يكون كاتب هذه الموضوعات أديبًا ممتازًا، وإن كان
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 350