نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 354
"كنت بين زملائك في الجامعة ملء العيون، وبين أهلك وأصدقائك ملء القلوب، وكان هدفك أن تتمتع بالشباب النضير، والربيع الضاحك، والأمل الحلو، وتمتع أهلك بما تنال من فرحة النجاح، وبهجة العرس، وجاه المنصب، ثم هتفت مصر تناديك فلبيت، وأبليت، وضحيت!
يا لك من شابٍّ سخيّ البذل، كريم النفس، عظيم الهمة, ألم تهزمك دموع أمك وهي تودعك؟ ألم تغلبك عواطف أبيك وهو يشيعك؟ ألم تستمع إلى نداء المستقبل الذي كافحت من أجله في الدرس؟ ولا إلى الشباب الذي يفتح لأمثالك نوافذ الأمل والمتعة والحرص؟ ولا إلى صوت أصدقائك الذي نعمت بمحبتهم، ونعموا بمحبتك؟
ودعت كل ذلك، وكل ما فوق ذلك, وضحيت بالمستقبل الذي كان ينتظرك، والأمل الذي كان يراودك، وأسرعت نحو أمك الكبرى تلبي نداءها، وتجيب دعاءها، كأن صوتها لحنٌ سماويٌّ ملك عليك كل مشاعرك، وأنساك كل شيء إلّا أمل مصر، وحق مصر، وصوت مصر!
يا لك من شابٍّ سخيٍّ كريمٍ! في الوقت الذي تعاني فيه مصر ضغطًا متصلًا من أوروبا، ونقصًا أكرهت عليه في السلاح، تندفع أنت كالشعلة تفيض بالضوء والحرارة، وتؤدي ضريبة الدم زكيةً سخيةً، لتروي بها شجرة الحرية، فلا الظلام أعماك عن الهدف، ولا التثبيط أقعدك عن الكفاح، ولا الخوف حال بينك وبين التضحية!
لقد أضفت إلى قائمة الشهداء في معركة التحرير اسمًا لامعًا, سوف لا تنساه مصر، وكتبت بدمائك الطاهرة صفحةً خالدةً في سجل الكفاح الوطنيّ ستذكرها مصر، وقدمت بروحك الغالية وثيقة الثقة بين مصر وشباب مصر!
وسوف تثمر هذه الدماء التي تتخضب بها أرض القناة ثمرتها المرجوة
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 354