نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 419
والغاية من القصة -كما عرفنا- هي تصوير حدثٍ معينٍ لهدفٍ معينٍ، ينسج الكاتب من أجله قصةً، ووسائل هذا النسيج -كما نعرف أيضًا- هي اللغة، والوصف، والحوار، والسرد، وغير ذلك من الأشياء التي تشترك كلها في مهمة التصوير من جهةٍ، وتطوير الحدث في داخل القصة من جهةٍ ثانيةٍ.
أما الوصف: فإنه لا يرد في القصة القصيرة لذاته، ولكن يرد فيها لغايةٍ معينةٍ، ولذلك لا يعمد الكاتب إلى وصف شخصيةٍ من الشخصيات من خلال منظاره هو، ولكن من خلال منظار الشخصية التي تتعامل مع غيرها من شخصيات القصة، وفي ذلك ما يساعد الحدث في القصة على التطور والنمو شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى نهايته، ومعنى هذا: أن الوصف في نظر الكاتب والقارئ, جزء كذلك من الحدث الذي تدور حوله القصة.
مثال ذلك:
إذا كان الشخص في القصة القصيرة يحب الفتاة الطويلة ذات الشعر الأسود، والبشرة التي تميل قليلًا إلى السمرة، فإن الكاتب الذي يريد أن ينشيء علاقة حبٍّ لهذا الشخص في القصة, لا بد له أن يصف الفتاة في القصة بنفس هذه الأوصاف المذكورة، لا بأوصاف يحبها هو، ويترجم بها عن مثله الأعلى في الجمال, ولو فعل غير ذلك لكان هذا خطأً في نسيج القصة بهذا المعنى.
وكذلك الشأن في اللغة التي تستخدم في هذا الوصف، فإنها هي الأخرى يجب أن تكون لغة مطابقة للشخصية في القصة القصيرة، فمن غير المعقول أن يدع الكاتب شخصياته تتكلم عن مستوى لغويٍّ واحدٍ، فإن في ذلك ما فيه من البعد عن الواقعية التي هي أساس هذا الفن من فنون الأدب، ونعنى به: القصة القصيرة.
وفي نسيج القصة القصيرة يجب أن يلتفت الكاتب دائمًا إلى هذه الحقيقة،
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 419