نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 420
وهي أن التقرير في القصة لا ينبغي أن يحل فيها محل التصوير، فالتقرير شيء والتصوير شيءٌ آخر؛ الأول -وهو التقرير- لا يصح وروده في القصة، والثاني: هو كل ما يمكن أن تعتمد عليه القصة.
إن التقرير لا يصف الإحساسات والمشاعر، ولكن الطريق الوحيد لذلك هو التصوير، فالابتسامة، أو الدمعة، أو السكوت عن الجواب، أو العزلة، أو الحركة تصدر من يد الشخص أو من كتفه، والتصرف المعين، أو السلوك المعين يصدر من هذا الشخص أيضًا, كل هذه الأشياء تعين على التصوير الذي يقصد إليه الكاتب، ولا يمكن اعتبارها تقريرًا عن مشاعر الشخصية التي تجري على يدها كل هذه الحركات أو السكنات, ونحو ذلك.
وهكذا لا تجد كاتب القصة يعمد إلى تقرير شيء من الأشياء, أو التعليق عليه كما يفعل المحرر الصحفيّ، وإنما يكتفي بتجسيم هذا الشيء في عمل يصدر عن الشخصية، ويحمل ذاتيتها وطابعها في نفس الوقت.
والمهم أن تقول بعد ذلك: إن النسيج كالحدث وكالشخصية في القصة, ليس منفصلًا عنها، لكن هذه العناصر كلها شيء واحد، فلا يمكن أن نتصور بناء القصة بعيدًا عن نسيجها، كما لا نستطيع أن نتصور أن أحداث القصة أو شخصياتها أو فكرتها ومعناها معزولة عنها.
الواقعية في القصة القصيرة:
بقيت لدينا كلمة نشرح فيها المراد بصفة الواقعية في القصة القصيرة، وهي الصفة التي بدأنا بها هذا الحديث,
وإنَّا لمكتفون هنا بتجربةٍ قام بها صاحب جريدة "الهاتف"، وهي جريدة صدرت ببغداد ما بين سنة 1934 وسنة 1954، وصاحبها ورئيس
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة جلد : 1 صفحه : 420