responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 220
من ذاته وأحاسيسه وإرادته، لا من شيء خارج عن ذاته.
أما الصدق الفني فقد ربطه الرفاعي بالمناسبة، فما دام زاهر قد أنشد شعره في المناسبات، حينئذ يتجرد من الصدق الفني، وينسلخ عن شعر الذات أو عن شعر العاطفة والوجدان، إلا قصيدة واحدة فقط وهي "رسالة العيد" يقول الرفاعي:
"لقد قلت أن وراء شعر هذا الديوان شعرا لم نره فيه هو الشعر الذاتي أو شعر العاطفة والوجدان، وهو الشعر الذي يخرج من القلب ليصل إلى القلوب، فمن أين أثبت بهذا الادعاء؟ لقد وجدت في الديوان طرف الخيط، إنه قصيدته "رسالة العيد" فقد عاد الشاعر بعد صلاة عيد الفطر إلى غرفته وحيدا بعيدا عن أهله وخلانه.... يشكو الغربة والوحدة فلا أنيس ولا زائر ... وهي قصيدة جميلة تنساب في رقة بلا تكلف ولا افتعال.... "[1].
لا أنكر على الرفاعي أن رسالة العيد شعر وجداني عاطفي، وبالتالي لا أنكر الصدق الفني فيها، فهذا ما لا يقبل الإنكار، أما الذي يحتاج إلى تأمل وهو أن الصدق الفني يساوي شعر الوجدان فقط، بل شعر الوجدان غرض من أغرض الشعر، والشعر الإسلامي الذي قيل في مؤتمرات الحجيج غرض من أغراض الشعر، والرثاء كذلك ... وهكذا بقية الأغراض عند الشاعر. وعندي أن الأغراض كلها لا تصلح ولا تسمو إلى مواطن الجودة إلا بالصدق الفني بين التجربة الشعورية وبين التصوير الأدبي لهذه التجربة، وقد تكون التجربة وجدانية أو التزمت بقضايا المجتمع، لكن الجودة ترتبط فيها بالصدق الفني، هذه ناحية.
وناحية أخرى وهل شعر الوجدان فقط هو الذي يصل من القلب إلى القلب، وماذا نقول في الشعر الإسلامي، الذي نبع من تجربة صادقة في عاطفة ملتهبة مثل بردة البوصيري، ونهج البردة لشوقي، هل مثل هذا الشعر لم يخرج من القلب إلى القلب، مع أنه لم يكن شعرا وجدانيا؟ !! لكن الحق أن البردة ونهجها لا زالت تهتز لها أعماق القلوب، وكذلك الأمر في شعر زاهر الإسلامي مثل قصيدة "مشاعر الإلهام"، "في رحاب البيت"، "في مشاعر الحج"، وغيرها، فقد عبر فيها الشاعر عن تجربة صادقة قوية تهز أعماق النفس، وتتفتح لها جوانب القلب.
وناحية أخرى وهي أن قصيدة "رسالة العيد" لم تكن وحدها هي الشعر عند زاهر، ولم تكن هي الخيط الرفيع الذي يدل على موهبة الشاعر وأصالته الشعرية، بل لديه قصائد كثيرة تدل على ذلك منها معظم القصائد التي قالها في مؤتمرات الحجيج مثل "دعوى إلى درب

[1] المرجع السابق: 11/ 12.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست