responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 230
وهكذا يصور فتاة أحلامه في غزل عفيف طاهر، يشف عن روح المؤمن ومنهج المسلم، حينما يعبِّر عن غريزة النفس وهي الحب، يعبر عنها في تصوّن وطهر وعفة، لكي يمهد للغرض من القصيدة فيقول:
لكن أطيافي وإن جنحت بها ... فتن الجمال تعف عن زلاتها
وتتوق أشواقي إلى سنن الهدى ... فمشاعر الإلهام في رحباتها
ثم ينتقل إلى الغرض من القصيدة وهو الإشادة بالرسول الأعظم ورسالته الخالدة، فيعبِّر عن مشاعر الحب الصادق للرسول -صلى الله عليه وسلم، وعن حبه للرسالة الخالدة، فيقول في ثلاثة وعشرين بيتًا1:
تمتد آفاقي وترقى همتي ... سبل الجهاد أخوض في غمراتها
ويشدني حب النبي محمد ... من شاد بالسمحاء مجد دعاتها
يا من حملت أبر قلب في الورى ... وأعز نفس جانبت شهواتها
تهفو إليك قصائدي ومشاعري ... في ظل هديك واصلت رحلاتها
وهكذا يستمر الشاعر في تصويره للغرض إلى آخر القصيدة.
وبتعدد الغرض يختلف التصوير الأدبي حسب كل غرض، فتصوير الغزل له اتجاهه وأسلوبه وألفاظه وصوره، وتصوير الحب الصادق للرسول العظيم ولرسالته الخالدة له ألفاظه وأسلوبه وصوره واتجاهه الذي يتناسب معه، ومن هنا تتمزق الوحدة الفنية في القصيدة الواحدة تبعًا لتعدد الأغراض فيها.
فإذا ما تأملنا مطلع هذه القصيدة في الغزل العفيف نرى الرقة في اللفظ، والحلاوة في الأسلوب، والسحر في التصوير، والتراقص للأطياف، وابتسام الثغور، وجمال الورود في وجناتها، وشقائق النعمان في بسماتها، وغير ذلك من الصور التي تتناسب مع الغزل، وإن كان هنا عفيفًا طاهرًا، لا ابتذال فيه ولا قبح، وكيف لا وهو مطلع لموضوع طاهر ورسالة خالدة.
وحينما ينتهي الشاعر إلى الغرض الأساسي من القصيدة يتخذ اتجاهًا آخر، وطريقة في التصوير الأدبي لهذا الموضوع، ولذلك تنعدم الوحدة الفنية بين المطلع وبين الغرض الأساسي الذي اقتضى من الشاعر أن يصوره بمنهج آخر يختلف عمَّا سبق فترى قوة في الألفاظ وجزالة في الأسلوب، وفخامة في التراكيب، مثل "امتداد الآفاق"، "وارتقاء الهمة إلى سبل الجهاد"، "خوض الغمرات"، "ويشدني حب محمد"، "من شاد بالسمحاء

1 الديوان السابق: 33/ 37.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست