نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 250
إلى الله أشكو لوعتي وبلائي ... ومنه أرجو الكشف في البلواء
وأطلب منه كشف ضر ألم بي ... وأدعوه في السراء والضراء
ألمت بي البلوى فكنت أسيرها ... ومارت بي الآهات في الأحشاء
صبرت على ما نالني صبر زاهد ... يرى في ثواب الله خير شفاء
إذا المرء لم يصبر على ما أصابه ... ولم يحمد المولى على البلواء
تحمل ذنبًا يا له من مصيبة ... وأشغل قلبًا بالأسى وبكاء
وأضحى طريدًا من رضاء إلهه ... ينوح ويبكي في الضحى ومساء
فرحماك ربي أنني لست ضائقًا ... من الضر ما دام القضاء قضائي
واقتصرت على بعضها للدلالة على المراد، أو كانت الشكوى من الزمان وأهله، كما في قصيدته الثانية "شكوى" يقول1:
أشكو الزمان وأهله قد نالني ... من هذه الفئتين ما قد نالني
أشكو الأحبة والرفاق جميعهم ... أشكو بني عمي ومن قد عالني
أشكو همو والله يعلم أنني ... أهواهمو بالرغم ممن خانني
فلقد سئمت من الحياة وأهلها ... لم أبلغ منهم أي شيء فاتني
حتى لقد ناجيت ربي سائلًا ... وأقول يا موت ألا لاقيتني
إن الخطوب إذا أحاطت بالضنى ... كره الحياة وقال ماذا غالني
إني وجدت مرارة العيش الذي ... جرعته منهم ودومًا طالني
فلتهنأ الأقوام بالعيش ... الرغيد وكل شيء جاءني
وعليك يا دنيا السلام فإنني ... لم أبغ منك العيش مما هالني
أو يهرب الشاعر من واقعه المرِّ، ومحنته التي يمر بها في الظهران لينسى آلامه وأحزانه في حلم جميل، وخيال ممتع رائع، وما أروع أحلام الصبا، وملاعبه الغانية، ومسارح الخيال فيه، وخاصة عندما يأوي إليها المحروم من آمال الشباب والكهولة، فيتنفس الصدر فيها مما يريح النفس ولو ساعة، ويتذوق القلب حلاوتها فتنسيه آلام المكابدة والمعاناة أثناء المعاناة والمكايدة، لذلك يتوق يحيى الألمعي إلى "أحلام الصبا" يبث شكواه في لوحة فنية أخرى2:
1 الديوان: 141، 142.
2 الديوان: 81/ 82.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 250