نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري جلد : 1 صفحه : 286
وركدت الأسواق، ووقفت حركة التجارة، وبدت الوزارة أعجز ما تكون حتى عن علاح حالتها هي فضلًا عن حالة البلاد، وضعفت الثقة واشتد الخطب بما لجأت إليه الوزارة وانصرفت له من إنشاء حزبها وجمع المال له ومطاردة خصومها واضطهادهم1".
في هذه الأجواء المخيفة شهدت مصر الحملة التبشيرية، فارتاع الناس، وأخذوا ينظرون إلى موقف الحكومة منها، تألفت جمعية لمقاومة هذا التبشير، واتخذت دار الشبان المسلمين مقرا لها، وكان من أعضائها الشيخ محمد مصطفى المراغي، والدكتور محمد حسين هيكل وغيرهما.
اشتركت الصحف المصرية في مقاومة هذه الحملة، والوقوف في وجهها مهما كلفها ذلك سوى صحيفتي "الشعب والاتحاد[2]. قالت صحيفة "البلاغ" عن حوادث التبشير: "لقد كثرت حوادث المبشرين، ولم ينس الناس بعد حادث صمويل زوعر في الأزهر، ولا حادث خطف الفتاة من شبين القناطر، ولا نظن حكومة مهما ضعفت ترضى لنفسها ولشعبها هذا الهوان بدعوى الامتيازات الأجنبية، ولكن كيف يطمع أحد في أن تقف الوزارة الحاضرة موقفًا جادا إزاء هذه الحوادث, وهؤلاء المبشرون يلقون -باعتراف صحف الوزارة- في دور الحكومة كل مجاملة وكل مساعدة3".
وقالت صحيفة "الجهاد": "الواقع أن التبشير حركة استعمارية وليست حركة هداية إلى دين إلهي أيا كان الذي تدعو إليه، فإننا لا نعرف دينًا من الأديان يوصي بالفن والخيانة، إنها أحاييل للعيش ينصبها المستعمرون لخدمة المطامع السياسية، ويتوسلون إليها بإناس يرتزقون من هذه المواد4".
1 راجع: السياسة المصرية والانقلاب الدستوري ص 62 هيكل وآخرون. [2] راجع: الصحافة السياسية ص 606 أنور الجندي.
3 راجع: البلاغ العدد الصادر في 25 فبراير 1932.
4 راجع: الجهاد العدد الصادر في يونيو 1932.
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري جلد : 1 صفحه : 286