responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 146
أخرى, فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت, والسلام.
ومثل المثال المذكور قولهم: "الصيف ضيعت اللبن" بكسر تاء الفاعل, فقد ورد في امرأة، ثم شاع استعماله وذاع، حتى صار مثلًا يضرب لمن فرط في تحصيل شيء وقت إمكان تحصيله، ثم طلبه في زمن يتعذر فيه تحصيله. وأصل هذا المثال: أن امرأة شابة كانت تحت شيخ طاعن ذي ثروة, فطلبت إليه الطلاق لضعفه وكبره، وكان ذلك في زمن الصيف، فأجابها إلى ما طلبت وتزوجت بعده بشاب فقير، ثم احتاجت إلى اللبن فذهبت في فصل الشتاء إلى زوجها الأول تطلب منه لبنًا، فلم يجبها إلى طلبها، وقال لها هذا القول المأثور، فصار مثلًا.
وإجراء الاستعارة فيه أن يقال: شبهت هيئة من فرط في شيء وقت إمكان تحصيله، ثم طلبه في وقت يتعذر الحصول عليه فيه، بهيئة امرأة تركت زوجها وعنده لبن، ثم أتت إليه بعد فراقها تطلب اللبن منه، والجامع الهيئة الحاصلة من التفريط في شيء وقت إمكانه، وطلبه وقت تعذره، ثم استعير المركب الموضوع للمشبه به للمشبه، بعد التناسي والادعاء, على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية إذ إن حالة المقول فيه المثل على غير ما يدل عليه اللفظ وضعًا.
وكقولهم: أحشفًا وسوء كيلة[1], يضرب لمن يظلم من وجهين. وأصل هذا المثل: أن رجلًا اشترى تمرًا من آخر، فإذا هو حشف وناقص الكيل, فقال المشتري ذلك. وتقرير الاستعارة فيه أن يقال: شبهت هيئة من يظلم من جهتين بهيئة رجل باع لآخر تمرًا حشفًا، وكان مع ذلك يطفف المكيال, والجامع الهيئة الحاصلة من ظلم مزدوج، ثم استعير المركب الموضوع للمشبه به للمشبه بعد التناسي والادعاء استعارة تمثيلية، والقرينة حالية؛ لأن حالة المقول فيه المثل تغاير ما يدل عليه اللفظ وضعًا كما ذكرنا. وكقول الشاعر:
إذا جاء موسى وألقى العصا ... فقد بطل السحر والساحر

[1] بكسر الكاف اسم بمعنى الكيل, وبفتح الكاف مصدر كال الشيء يكيله بمعنى: قدره بالمكيال.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست