نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 174
السابقة, كقول أبي نواس الحسن بن هانئ يمدح هارون الرشيد:
وأخفت أهل الشرك حتى إنه ... لتخافك النطف التي لم تخلق
يمدح الخليفة بأنه أخاف الكفار جميعًا، من وجد منهم ومن لم يوجد. وقد بالغ في إخافته أهل الشرك حتى جعله موضع خشية ورهبة للنطف التي لم توجد بعد, ومعلوم بالبداهة أن خوف النطف الموجودة محال عقلًا وعادة؛ لعدم قيام الحياة بها, فما بالك بنطف لم تخلق أصلًا, فمثل هذا غلو مردود لعدم اشتماله على شيء من موجبات القبول المتقدمة.
13- حسن التعليل:
هو أن يدعى لوصف "على جهة التظرف" علة مناسبة ليست له في الواقع, وهذا الوصف لا يخلو حاله من أمرين:
1- أن يكون ثابتًا, فيقصد بيان علته.
2- أن يكون غير ثابت, فيراد إثباته بعلة مدعاة.
والأول إما ألا يظهر له في العادة علة, وإما أن تظهر له علة غير المدعاة. مثال الأول قول أبي هلال العسكري:
زعم البنفسج أنه كعذاره ... حسنًا فسلوا من قفاه لسانه
فخروج ورقة البنفسج إلى الخلف وصف ثابت لا علة له, وقد علله الشاعر بما ليس علة له في الواقع وهو أنه سل لسانه من قفاه, إذ زعم أنه يشبه عذار الحبيب في الحسن كذبًا وافتراء. ومثال للثاني قول أبي الطيب المتنبي:
ما به قتل[1] أعاديه ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب
يقول: ليس هناك ما يحمله على قتل أعدائه والفتك بهم؛ لتمكنه منهم بقوة سلطانه, ولكن الذي يحمله على ذلك تحقيق ما ترجوه جماعة الذئاب من إطعامه إياهم لحوم الأعداء, وأنه لا يريد أن يخيب رجاءها فيه. فقتل
1 "ما" نافية، أي: ليس بالممدوح حنق أوجب قتل أعاديه.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 174