responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 175
أعاديه وصف ثابت وعلته عادة دفع مضرتهم، وخلو المملكة من منازعاتهم, ولكن الشاعر علله على سبيل التظرف بعلة أخرى ليست له في الواقع, وهي ما ذكرناه من أنه يريد أن يحقق ما ترجوه الذئاب من اتساع الرزق على يديه, بلحوم من يفتك بهم من الأعداء.
والثاني, وهو الوصف غير الثابت المراد إثباته: إما ممكن, أو غير ممكن. فمثال الوصف الممكن قول مسلم بن الوليد:
يا واشيا حسنت فينا إساءته ... نجي حذارك إنساني من الغرق
فاستحسان إساءة الواشي وصف غير ثابت عادة؛ إذ لا يستحسن الناس إساءة الوشاة، ولكنه ممكن الحصول وقد أريد إثباته, فعلله الشاعر بعلة تقتضي وقوعه في زعمه، وهي حذاره من أن يفطن الواشي، ويشعر بما عنده فيشمت به, ولأجل ذلك امتنع من البكاء، فسلم إنسان عينه من الغرق. ومثال الوصف غير الممكن قول الشاعر:
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق1
فنية الجوزاء خدمة الممدوح صفة غير ثابتة، وغير ممكنة أيضًا؛ لأن النية إنما تكون ممن له إدراك، وقد قصد إثباتها بالعلة المذكورة، وهي كونها منتطقة، أي: شادة النطاق في وسطها، كما يفعله الخادم عادة.
14- ائتلاف اللفظ مع المعنى:
هو أن تكون الألفاظ على وفق المعاني، فتختار الألفاظ الجزلة، والعبارات الكزة الشديدة للمعنى الضخم, كالفخر والحماسة، وكالوعيد والتهديد, وتختار الألفاظ اللينة العود، الناعمة الملمس للمعنى الوديع الهادئ كالغزل، والاستعطاف، والاعتذار، ونحو ذلك من المعاني العاطفية.
فالأول كقول بشار بن برد في الحماسة والفخر:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية ... هتكنا حجاب الشمس أو مطرت دما

1 الانتطاق: شد المنطقة في الوسط.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست