نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 176
إذا ما أعرنا سيدًا من قبيلة ... ذُرَا منبر صلى علينا وسلما
والثاني كقول أبي العتاهية في الاستعطاف:
تذكر أمين الله حقي وحرمتي ... وما كنت توليني لعلك تذكر
فمن لي بالعين التي كنت دائمًا ... إلي بها في سالف الدهر تنظر؟
وهكذا: لكل مقام مقال، ولكل موقف مجال.
15- حسن الابتداء:
هو أن يكون الكلام بارع المطلع أي: لمبدئه روعة تستهوي اللب، وتستخف السمع، وذلك بأن يكون عذب اللفظ، حسن السبك، صحيح المعنى؛ لأن الكلام المبتدأ به أول ما يقرع السمع، أو يقع عليه النظر، فإذا كان على هذه الصفات المذكورة وقع من قلب السامع أو القارئ موقعه من الحسن، فأقبل عليه واهتم له، ووعاه إلى نهايته وإن لم يكن لباقيه من الجودة ما لأوله. فإذا لم يكن مستهل الكلام على ما ذكرنا صدفت عنه النفس ونفرت, وإن كان باقيه رائع الحسن.
وأحسنه ما اشتمل على إشارة لطيفة إلى المقصود, ويسمى ذلك "براعة استهلال" كقول المتنبي في تهنئة سيف الدولة بإبلاله مما ألم به:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزل عنك إلى أعدائك الألم
وكقول أشجع السلمي يهنئ ببناء قصر:
قصر عليك تحية وسلام ... خلعت[1] عليك جمالها الأيام
وكقول أبي تمام في مطلع قصيدة رثاء:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
وينبغي أن يتجنب في مطالع المديح والتهاني ما يتطير منه, كقول ابن مقاتل الضرير في مطلع قصيدة يمدح فيها الداعي العلوي: [1] ضمن "خلع" معنى طرح, فعداه للمفعول الثاني "بعلى" والمعنى: أن الأيام نزعت جمالها, وطرحته على ذلك القصر.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 176