نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 177
"موعد أحبابك بالفرقة[1] غد"
وعند إنشادها تطير العلوي وقال: بل موعد أحبابك يا أعمى، ولك المثل السوء. وروي أن ابن مقاتل هذا دخل على العلوي المذكور في يوم المهرجان[2] فأنشده:
لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غرة الداعي ويوم المهرجان
فتطير به الداعي العلوي, وأمر بإلقائه على وجهه وضربه خمسين عصا, وقال: إصلاح أدبه خير من إثابته.
16- حسن الختام:
أن يكون الكلام بارع المقطع أي: في ختامه روعة تهتز لها النفس، ويطرب لها السمع؛ ذلك أن ختام الكلام هو آخر ما تعيه الأذن، ويرتسم في الخيال, فإن كان حسنًا هفت إليه النفس، واستلذه السمع، وقد يكون جابرًا لما عساه قد وقع من نقص أو تقصير، فإن لم يكن الانتهاء حسنًا رائعًا كان الأمر على العكس من صدوف النفس ونفورها, واستكراه السمع ومجه, وقد ينسي ذلك ما تقدم من محاسن الكلام، فيعود السامع أو القارئ على مجموعه بالذم وإن كان حسنًا.
وصفوة القول: أن ما يختم به الكلام بمثابة الطعام, يؤتى به في ختام الأطعمة, فإن كان حلوًا لذيذًا أنسى مرارة أو ملوحة ما قبله, وإن كان مرًّا أو مالحًا أنسى حلاوة أو عذوبة ما قبله.
ومثال ما في ختامه روعة قول أبي نواس في المدح:
وإني جدير "إذ بلغتك" بالمنى ... وأنت بما أملت منك جدير
فإن تولني منك الجميل فأهله ... وإلا فإني عاذر وشكور
وأروعه، ما آذن بانتهاء الكلام حتى لا يبقى للنفس تشوف إلى ما وراءه, ويسمى ذلك "براعة المقطع" كقول أبي العلاء: [1] بضم الفاء وسكون الراء اسم موضع, ولكن لما كان يوهم معنى الفراق كان موضع تطير وشؤم. [2] يوم المهرجان أول يوم من فصل الخريف, وهو عندهم يوم فرح وسرور.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 177