responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 178
(النقود) أن التجارة والمفايضات في البيع والشراء لا تجري عادة إلا بمسكوكات ونقود تدفع بدلاً من السلع والبضائع، وكان للدول النبطية ولملوك ميشان وخراسان في العراق ولملوك الجزيرة في جهات الرها وحضر، ولملوك تدمر نقود ضربوها باسمهم ذهبية وفضية ونحاسية منها أمثال حسنة في متاحف أوربة وعند بعض الخاصة فوصفوها ورسموا صورها وفندوا بذلك ما كتبه المقريزي في كتابه النقود القديمة الإسلامية حيث قال: "كانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها الذهب والفضة لا غير ترد لليها من الممالك دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم ودراهم فضة على نوعين سوداء، وافية وطبرية عتقاً وكان وزن الدراهم والدنانير في الجاهلية مثل وزنها في الإسلام مرتين ويسمى المثقال من الفضة درهماً ومن الذهب ديناراً ولم يكن من ذلك يتعامل به أهل مكة في الجاهلية وكانوا يتعاملون بأوزان اصطلحوا عليها فيما بينهم".
فإن علماء النقود العربية كالمسيو فكتور لنغلوا (V. Langlois) في كتابه عن نقود العرب قبل الإسلام (Numismatique des Arabes avant Iisla - misme) والمسيو هنري لافوا (H, Lavoix) في كتابه عن النقود الإسلامية المصونة اثبتوا استعمال عرب الجاهلية للنقود النحاسية واستغربوا قول المقريزي عن الدراهم السوداء والطبرية واستنتجوا من كلامه جهله بالنقود القديمة.
وما لا ينكر أن العرب قبل الإسلام تداولوا في بلادهم ومع المم المجاورة لهم النقود النصرانية فراجت بينهم أي رواج على اختلافها ذهبية كانت أن فضية أو نحاسية وأغلب ما عرفه العرب من النقود مما كانوا يتعاملون به نقود قيصرية رومية ذات رسوم دينية، وقد اشتهرت بينهم نقود هرقل قال السعودي في مروج الذهب (2: 333) : "وهو الذي ضرب الدنانير والدراهم الهرقلية" وقال اليلاذري في فتح البلدان (ص496) : "وكانت دنانير هرقل ترد على أهل مكة في الجاهلية"، وروى في الأغاني (11: 52) لكثرة عزة قوله:
يروقُ عيونَ الناظراتِ كأنَّهُ ... هرقليُّ وزنٍ احمرُ التبر راجحُ
وروى الأنباري في شرح معلقة عنترة (ed, Rescher, 61) : دنانيرُ ممَّا شيف في أرضِ قيصرِ أراد الدنانير الجلية المعلقة الموسومة بالكتابة، وقد ذكر أحيحة بن الجلاح دنانير مدينة أيلة التي صاحبها الأمير النصراني يوحنا بن رؤبة قال يرثي ابنه (ياقوت: معجم البلدان 1: 422) :
ألا أنَّ عيني بالبكاء تهلّلُ ... جزوعٌ صيورٌ كلَّ ذلك نفعلُ
فما هبرزيٌ من دنانير أيلة ... بأيدي الوشاةِ ناصعٌ يتأكَّلُ
بأحسنَ منهُ يومَ أصبح غادياً ... ونفسي فيهِ الحمامُ المعجّلُ
(قال) "يتآكل أي يأكل بعضه بعضاً لحسنه، والوشاة الضرابون" وقد وصفوا كذلك الدراهم الرومية، قال عنترة يصف روضة ألبها المطر الجود فأنعشها:
جادت عليهِ كلَّ بكر ثرَّةٍ ... فتركنَ كلَّ حديقةٍ كالدرهمِ
ومثله الأسود بن يعفر (شعراء النصرانية ص482) :
من خمرِ ذي نطفٍ أغنَّ ممنطقٍ ... وافى بها كدراهم الأسجادِ
(قال) أراد بالأسجاد اليهود والنصارى، وكانوا يدعون النقود الخفيفة النحاسية نمياً وفلوساً، قال أوس بن حجر (ديوانه ed, Haffner) :
وفارقتْ وهي لم تجربْ وباع لها ... من الفصافص بالنمّيّ سفيرُ
وقال جرير يهجو الأخطل (الأغاني 7: 178) : والتغلبيَّةُ مهرها فلسانِ ومن الأدلة التي تشهد على رواج النقود الرومية بين عرب الجاهلية أن معظم الألفاظ الدالة عليها يونانية أو لاتينية الأصل كدينار (كلمة لاتينية) وردهم (كلمة لاتينية) وقيراط (كلمة لاتينية) ونمي (كلمة لاتينية) وفلس (كلمة لاتينية) وقنطار (Centenarium) ثم ظهر الإسلام والمسلمون لم يعهدوا ضرب النقود فتعاملوا بمسكوكات الروم التي كانوا يربحونها بمتاجرتهم مع بلاد الشام ومصر والعراق أو وجدوها في فتح البلدان لهم عمالاً من نصارى الوطنيين ولوهم على دواوينهم المالية لجباية الخراج والضرائب المختلفة، وكان من جملتهم في دمشق سرجيوس أو سرجون جد القديس يوحنا الدمشقي المعروف بابن المنصور.

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست