نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 89
وتقدم بأخذ الشستجة وإعطائه إياها، ووقف على الرقاع ووقع بجميع ما سأل أربابها فيها، ثم وقع في إحدى الرقعتين المتضمنة للبيتين اللذين بخطي: "يطلق له ألفا درهم" وفي الأخرى المتضمنة للبيت الواحد: "يوجب له ألف درهم مشاهرة على استقبال كذا من الشهر الشهر الذي كان فيه، ورد الجميع إلى الشستجة وأعادها إلى كمي في الموضع الذي نمت فيه، وأصبحت من غد ولا علم عندي بما جرى، واستدعاني إلى الطعام وقت الظهر ولم ير عندي أثراً لفعله ولا مني شكراً له، فقال لي: وقفت على الرقاع التي في شستجتك؟ فقلت: لا والله، فأمسك وتراجمت بي الظنون في قوله، فلما فرغنا من الأكل ونهضت لغسل يدي طلبت الرقاع وتأملتها فوجدتها على ما ذكرت وشغل قلبي حال ما وجدوه فيها بخطي وكيف سبق إلى ظنه من أن ما كتبته إيماء إليه وتعريض به، وعدت إليه فدعوت له وشكرته، واعتذرت من الشعر الذي كنت كتبته فقال: لا تعتذر فإنا نستحقه إذا لم نقض حقاً ولم نراع صاحبا.
350 - وحدث أبو الفضل الأزدي قال: أخبرنا شاه قال: مر رجل بابن المبارك، وكان يدعي النحو، فوقف عليه وهو راكب دابته يحدثه، فقال له ابن المبارك: أما بلغك الحديث: "لا تتخذوا ظهور داوابكم مجالس" فقال له: مجالساً يا أبا عبد الرحمن فضحك ابن المبارك وقال له: إن مجالس لا ينصرف لأنه على وزن مفاعل، وأنت لم تبلغ هناك بعد فخجل الرجل وانصرف، فكان إذا مر في السوق صاحوا به: لم تبلغ هذا هناك بعد يا أبا فلان فكان قلما يفاجئ الناس ويلاقيهم.
351 - وحدث محمد بن حبيب قال: أخبرني ابن الأعرابي قال: شهد أعرابي عند معاوية بشهادة فقال له: كذبت، فقال: الكاذب المتزمل في ثيابك فقال معاوية: هذا جزاء من عجل.
352 - وحدث محمد بن شجاع قال: قرأ الكسائي في صلاة صلى فيها بهرون الرشيد: "إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" فقال له الرشيد: يا أبا الحسن في أي لغة هذه؟ قال: يا أمير المؤمنين إنه وقع في نفسي وأنا أقرأ أنه ليس أحد يقوم بالقرآن كقيامي، ولا يقف حدوده وتقطيعه وغريبه ومعانيه وتفصيله وفصله وقوفي، فحين وقع هذا في نفسي ابتليت بما ابتليت به في لساني.
353 - شهد رجل على رجل عند بعض القضاة، فقال المشهود عليه، أيها القاضي تقبل شهادة علي ومعه عشرة آلاف دينار وما حج عمره! فقال له: فاسأله عن زمزم فلم يدر بما يجيب فقال: حججت قبل أن حفرت فلم أرها.
354 - قال الحجاج لعبد الرحمن بن أبي بكرة: ما مالك؟ فقال: لقد ختمت على ألف ألف درهم، ثم على عبد الرحمن أنها سقطة قد زلت من فمه فتداركها مسرعاً معجلاً وقال: ولقد أصبحت وما أملك إلا خاتمي.
355 - وحدث علي بن محمد بن الجهم قال: حدثني أبو العباس محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال: حدثني أبي عن أحمد بن إسرائيل قال: صرت يوماً إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان، فلما صرت في صحن الدار رأيته مضطجعاً على مصلاه مولياً ظهره باب مجلسه، فهممت بالرجوع، فقال لي الحاجب: ادخل فإنه منتبه، فلما سمع حسي جلس، فقلت: حسبتك نائماً قال: لا، ولكني مفكراً في أمر الدنيا وصلاحها في هذا الوقت واستوائها ودرور الأموال وأمن السبل وعز الخلافة، فعلمت أنها أمكر وأنكر وأعذر من أن يدوم صفاؤها لأحد، وقد شغل قلبي حضور هذا الخاطر ببالي، وخفت عواقب ما وقع في نفسي فما مضى إلا أربعون يوماً حتى قتل المتوكل ونزل به من البغي ما نزل.
356 - وحدثني ابن عبد الله الحميدي قال: أخبرني القاضي أبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي عن المعافى بن زكريا قال: حدث الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا عسل بن ذكوان قال: حدثنا المازني عن أبي عبيدة قال: تغذى أسد بن عبد الله بخراسان، فأتاه طباخه بشواء فيه يبيس، فقال له: ما هذا؟ قال: إذا كان في الشواء يبيس كان أطيب له قال: صدقت ولكنه ينفعك في الجوذابة وبلغ ذلك خالد بن عبد الله، فكتب إليه خالد: "ما كنت أحب لك هذه الفطنة البخيلة في قولك، ولا أن تبديها لجلسائك، فاقسم المال على ندماتك وجلسائك، ومرهم بالكتمان عليك".
نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 89