نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 92
فإن تسلُ عنكِ النفسُ أو تدعِ الهوى ... فباليأسِ تسلو عنكِ لا بالتجلّد
وكل خليلٍ راءني فهو قائلٍ ... من أجلكِ هذا هامةُ اليومِ أو غدِ
فتطير عليه من هذا التمثل، فمات بعد خمسة عشر يوماً.
366 - وحدثني أبو عبد الله الحميدي قال: أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي بمصر قال: أنبأنا أبو مسلم الكاتب قال: أنبأنا أبو بكر بن دريد قال: أنبأنا الحسن بن خضر عن أبيه عن كاتب عيسى بن علي عن إبراهيم بن خالد بن مخرمة قال: كنت يوماً عند مسلمة بن عبد الملك بن مروان وقد زاره عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وكان مصافياً له، فاستؤذن لرجل من أهل الحيرة على مسلمة، وقيل: قد حضر في مظلمة، وهو جار ضيعتك بمكان كذا فأذن له، فدخل فإذا برجل طويل القامة ضخم اللحية جهم الوجه، قد أخذ عارضاه ما بين منكبيه، وبلغ عثنونه سرته، وعليه ممطر فيه حشد ثلاثة مماطر في يوم صائف، فو الله ما هو إلا أن طلع فمشى وتقرح وخطر بيديه، فرأيت مسلمة يلاحظه ويعاتب نفسه على إيصاله، فسلم وذكر حاجته بنهر وضجيج ولغط وتخليط فقال له مسلمة: اجلس. فجلس فقال له: ما كنيتك؟ قال: أبو العجنس، فقال: ما اسمك؟ قال: صهاب ابن حيان، وأبدى يسراه فإذا فص خاتمه مثل الإبهام الغليظ، وعليه أسطار، فلما رآه مسلمة لم يصبر آن قال له: أرى فصك ضخماً كبيراً، وأرى عليه سطوراً، فما هي؟ قال: فدفعه غلي لأقرأ ما عليه، لأنه لم يعلمه ولا يحسن أن يقرأه، فإذا عليه: صهاب أبو العجنس يؤمن بالواحد الأحد الصمد، وبالنبي الأمي محمد، ويسأل الله حياة سعادة وموت شهادة، إنه على كل شيء قدير" فضحك عبد الله وضحك، وتبسم مسلمة، ثم قال لحاجبه: اقض حاجته وأحسن ضيافته، فلما انصرف قال مسلمة: ما بعد كنيته وعظم لحيته ونقش خاتمه شك لمعتبر.
367 - وحدث أبو بكر بن دريد قال: أنبأنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي أن أعرابياً كثر عياله، فتوجه بهم إلى خيبر لوبائها وقال:
قلتُ لحمّى خيبر استعدّي ... هذا عيالي فاجهدي وجدّي
وباكري بصالبٍ ووردِ ... أعانكِ الله على ذا الجندِ
فحُمَّ هو ومات، وسلموا وعادوا إلى موضعهم ورجعوا.
368 - وحدث ابن دريد قال: أنبأنا أبو عثمان عن الثوري عن الأصمعي قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: كان عندنا رجل لحانةٌ، فلقي لحانة مثله، فقال: من أين أقبلت؟ فقال: من عند (أهلونا)! فتعجب منه وحسده، وقال له: أنا أعلم من أين أخذتها، من قول الله تعالى: "شغلتنا أموالناوأهلونا".
369 - وذكر أبو زيد الأنصاري قال: كنت ببغداد، فأردت الانحدار إلى البصرة فقلت لابن أخي: اكتر لنا سميرية، فجعل يقول: يا معشر (الملاحون)، فقلت له: ويلك ما تقول؟ فقال: جُعلت فداك، أنا مولع بالنصب! فضحكت منه وقلت: أتقنت. فقال: ماذا؟ قلت: اللحن!
370 - وحدَّث أيوب بن محمد قال: سمعت بشر بن عبد الوهاب قال: كان يجلس إلى عمود في مسجد دمشق رجل جميل الهيئة، يظهر العبادة، فرأيته يوماً وقد سجد وهو يقول في سجوده سجد لك خضرتي وحمرتي وصفرتي وسوادي وبياضي خاضعاً ضارعاً خاشعاً ماصَّ بظر أمه! ومن أنا عبدك ابن عبدك الزاني ابن الزانية حتى لا تغفر له!.
371 - وحدَّث عيسى بن هلال بدمشق قال: حدثنا أبو حيوة شريح ابن يزيد قال: كان سعيد بن سنان أبو مهدي مؤذن الجامع بحمص، وكان شيخاً صالحاً، ويسحر الناس في شهر رمضان، ويقول في تسحيره إياهم: يا أهل حمص اسخنوا قديراتكم، وعجلوا عجلوا في أكلكم قبل أن أؤذن فيسخِّم الله وجوهكم!
372 - وحدّث النصر بن شميل قال: حدّث عبد الجبار بن سعيد المساحقي عن أبيه قال: دخل عبد الله بن الزبير على معاوية وعنده جماعة من قريش، فأوسع له معاوية حتى جلس معه على سريره، فلما انصرف قال له مروان بن الحكم: لله درك من رئيس قبيلةٍ تضع كبيرهم وترفع صغيرهم! فثقلت على معاوية وقال له:
نفس عصامٍ سوَّدت عصاما
وعرف مروان بن معاوية ذاك فضاحكه وقال: والله يا أمير المؤمنين ما قلتها إلا مازحاً! فقال: أترسلها شعثاً غبراً ثم تتبعها ضحكة يا مروان! فأخذ يعتذر إليه ويحلف له، فقال له: ما أغناك عن كلام تحتاج بعده إلى مثل هذا الاعتذار!
نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 92