نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 94
378 - وحكى ابراهيم بن إسحق الموصلي قال: غنيت بين يدي الرشيد وستارته مضروبة:
وأرى الغواني لا يواصلنَ أمرأً ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
فقال: يا عاض كذا وكذا أتغني هذا وجواري أمير المؤمنين من وراء الستارة يسمعنه! لولا حرمتك لضربت عنقك! قال: فتناسيت الصوت من بعد حتى أنسيته.
379 - وحدث أبو ظبيان الحماني قال: اجتمعت جماعة من الحي على شراب فتغنى أحدهم بشعر حسان:
إن التي عاطيتني فرددتها ... قتلتْ قتلتَ فهاتها لم تقتلِ
كلتاهما حلبُ العصيرِ فعاطني ... بزجاجةٍ أرخاهما للمفصلِ
فقال أحدهم: ما معنى قوله "إن التي" فجعلها واحدة، ثم قال "كلتاهما حلب العصير" فجعلهما اثنتين؟ فلم يكن عند أحدهم جواب، فقال: امرأته طالق ثلاثاً إن بات الليلة أو يسأل القاضي عبيد الله بن الحسن عن هذا! فأسقط في أيديهم ليمينه، واجتمعوا وقصدوا القاضي وهو في مسجده يصلي بين العشاءين، فلما سمع حسهم أوجز في صلاته، وأقبل عليهم فقال: ما حاجتكم؟ فبدأ أحدهم وكان أحسنهم هيئة فقال له: قد جرى من صاحبنا هذا زلة لسان وهفوة إنسان بطلاقٍ لزوجته أوجبه عليه، فاقتضى انطلاقنا ب نحو القاضي والقدوم عليه، فإن أذن لنا القاضي شرحنا اله ورجونا فيه تفضلك؟ فقال: قل ماهذا؟ فشرح له القصة، فقال القاضي: أما قوله "إن التي عاطيتني" فإنه عنى الخمرة، وأما قوله "كلتاهما حلب العصير" فعنى الخمر والماء الذي مزجت به، فالخمر عصير العنب، والماء عصير السحاب، قال الله تعالى: (وأنزلنا من المعصراتِ ماءَ ثجّاجا) انصرفوا إذا شئتم، فانصرفوا.
380 - حدثنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز العكبري قال: حدثني أبو عبد الله البشير البصري، وكان صاحب خبر القادر بالله، قال: وقع بين أبي الحسن ابن سكرة الهاشمي الشاعر وزوجته بنت أبي تحفة الهاشمية لأجل خمرة المغنية وميله إليها، فاستعدت زوجته إلى أبي القاسم بن أبي تمام الزيني نقيب الهاشميين، فأحضره وألزمه إرضاءها أو طلاقها، فقال لها: مارضاك؟ قالت: أن تحلف بطلاقي أنك لا تجتمع معها ولا تقربها، فإن فعلت خلصت منك وانصرفت عنك! فاغتاظ منها وحلف بطلاقها على ذاك، وأضاف إليه أنه يهجوها كل يوم، فكانت زوجته لا تدعه يخرج من البيت حتى يهجوها، وتزوجت خمرة بإنسان يعرف بابن طومار، فاتفق أن جاء ابن طومار إلى أبي إسحق الطبري الشاهد المقرئ المحدث، ودخل ابن سكرة وهو لا يعرف ابن طومار، فقال له أبو إسحق: ما خبرك وما عندك؟ فقال: أمسكتني بنت أبي تحفة الساعة ولم تدعني أخرج حتى قلت:
خمرةُ من سخنةَ عينِ أستِها ... تنتفُ من حولٍ إلى حولِ
فقد غلتْ شعرتُها واغتلتْ ... فهيَ إذاً هولٌ منَ الهولِ
كأنها من خشنها ليفةٌ ... شُدتْ بها قارورة البولِ
فقال له أبو إسحق الطبري: هذا زوجها، وقد سمعك! فاستحيا ونكس رأسه، ثم قال له: فلي ينطح أو لك! ونهض فخرج.
381 - وحدث محمد بن اسماعيل بن موسى الهادي قال: كنت عند المعتصم وعنده علويه ومخارق ومحمد بن الحارث وعقيد، فتغنى عقيد، وكنت أضرب عليه:
نام عذالي ولم أنمِ ... واشتفى الواشونَ من سقمي
وإذا ما قلتُ بي ألمٌ ... شكَّ من أهواه في ألمي
فطرب المعتصم وقال: لمن الشعر والغناء؟ فلم يجبه أحد، فقلت: لعلية، فأعرض عني، فتبينت غلظي، وأن القوم اعتمدوا الإمساك، وقطع بي، فتبين حالي فقال: لا ترع يا محمد، فإن نصيبك منها مثل نصيبنا!
382 - حدثني أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: حدثني أبو علي الحسن بن شهاب الحنبلي ابن عم والدتي من حفظه قال: استدعى هشام بن عبد الملك بن مروان زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام وهو مكبل بالحديد، وقال له: يابن السوداء! فقال زيد: صبغة جلدها وخلقة ربها، قال: يا بن العجانة الخبازة! فقال: مهنة أهلها وخدمة بيتها، قال: يا بن الزانية! فقال: إن كنت صادقاً فغفر الله لها، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك! فأسقط هشام وعلم أنه أساء، وخجل ونكس رأسه، وأمر به فأعيد إلى محبسه.
نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 94