نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 95
383 - وحدث ابراهيم بن المهدي قال: ما خجلت قط خجلي يوماً دخلت لى عُلية أُختى عائداً فقلت: كيف أنت جعلت فداك؟ وكيف كانت حالك وما خبرك مما كنت تشكينه؟ فقالت: بخيرٍ والحمد لله، ووقعت عيني على وصيفة قائمة على رأسها تذب عنها، فأعجبتني وشغلت بالنظر إليها، وأطلت ثم استرجعت فرددت نظري إلى علية عنها، وأنسيت أني قد تعرفت أخبارها، فقلت: كيف كنت يا أختي وما خبرك وحالك مما كنت تجدينه؟ فرفعت رأسها إلى حاضنة ها قائمة على رأسها وقال لها: أليس قد مضى هذا مرة وأجبنا عنه! فخجلت خجلاً ما خجلت مثله قط، وقمت فانصرفت.
384 - وكان يعقوب بن المهدي لا يقدر أن يمسك الفساء، فاتخذت داية له مثلثة من الطيب وتنوقت فيها فلما وضعتها تحته فسا، وشمَّ المثلثة فقال لها: ماهي طيبة! فقالت له: يا سيدي لما كانت مثلثة كانت طيبة، فلما ربعتها صارت ليس بطيبةٍ!.
وكان محمَّقاً مع ذلك: كان يخطر بباله شيء فيشتهيه فيثبته فيما له، فضج الخازن من ذاك، فكان ذا كتب شيئاً من ذاك كتب الخازن تحته: "ليس هذا له وإنما اشتهاه! ".
ووجد له دفتر فيه ثبت ثياب: "ثبت ما في الخزانة من الثياب المثقلة الإسكندرية الهاشمية: لا شيء! أستغفر الله، بلى عندنا منها زر من جبة كانت للمهدي؛ الفصوص: الياقوت الأحمر التي من حالها وصفتها كذا وكذا: لا شيء! أسغفر الله، بلى عندنا درج كان فيه خاتم للمهدي هذه صفته .. " فحمل إلى المأمون هذا الدفتر، فضحك لما قرأه حتى فحض برجليه وقال: ما سمعت بمثل هذا قط!.
385 - وروى أحمد بن ابراهيم بن اسماعيل عن أبيه قال: كان عند المهدي رجل من بني مروان فدخل إليه وسلم عليه، فأتي المهدي بعلج فأمر المرواني بضرب عنقه، فأخذ السيف وضربه، فنبا السيف عنه، فدحا به المرواني وقال: لو كان من سيوفنا ما نبا! فسمعه المهدي فاغتاظ حتى تغير وجهه، فقام يفطين وأخذ السيف، وحسر عن ذراعيه، وضرب العلج فرمى رأسه، وقال يا أمير المؤمنين إن هذه السيوف سيوف الطاعة لا تعمل إلا في أيدي الأولياء، فلا تعمل في أيدي أهل المعصية! ثم قام أبو دلامة فقال: يا أمير المؤمنين قد حضرني بيتان أتأذن في إنشادهما، فقال: قل، فقال:
أيهذا الإمامُ سيفُك ماضٍ ... وبكفِّ الوليِّ غيرُ كهامِ
فإذا ما نبا كبفٍّ علمنا ... أنها كفُّ مبغضٍ للإمامِ
فقام المهدي عن مجلسه وأمر بقتل المرواني، فقتل.
386 - وحدث ابن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: قدم رجل من سلول على قتيبة بن مسلم بكتاب عامله بالري المعلى ابن عمرو المحاربي، فرآه قدامة بن جعدة المخزومي، وكان صديقاً لقتيبة، فدخل عليه، فقال له: ببابك الأم العرب: سلولي رسول محاربي إلى باهلي! فتبسم قتيبة مغيظاً، وكان قدامة بن جعدة يشرب الخمر ويعاشر عليا الأقيشر، فقال قتيبة: علي بمرداس بن جذام الأسدي، فدعي به، فقال له: أنشدنا ما قال الأقيشر في قدامة وهما بالحيرة، فقال:
ربَّ ندمانٍ كريمٍ سيدِ ... ماجدِ الجدين من فرعي مضرْ
قد سقيتُ الكأس حتى هرها ... لم يخالطْ صوها منه كدرْ
قلتُ: قم صلِّ، فصلى قاعداً ... يتغشاه سماديرُ السكرْ
قرنَ الظهرَ مع العصر كما ... تقرنُ الحقةُ بالحق الذكر
ترك الطور فلم يقرأ بها ... وقرأ الكوثر من بينِ السورْ
فتغير وجهُ قدامة وخجل، فقال له قتيبة: هذه بتلك والبادي أظلم!.
387 - وحدث جعفر بن قدامة قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مالك قال كان علويه يغني بين يدي الأمين فغنى:
ليتَ هنداً أنجزتنا ما تعدْ ... وشفتْ أنفسنا مما تجدْ
واستبدتْ مرةً واحدةً ... إنما العاجزُ من لا يستبِد
فقال الأمين: قد عرض بأخي المأمون وقصده لي ومحاربته إياي! وقيل: بل الفضل بن الربيع قال له ذلك، فتقدم بأن يجر ن بين يديه وأن يضرب خمسين سوطاً!
نام کتاب : الهفوات النادرة نویسنده : الصابئ، غرس النعمة جلد : 1 صفحه : 95