responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 234
فكأن ليلي من تقارب طوله ... أسيافهم موصولة بالأذرع
وقوله من أخرى في فخر الملك منها:
يخوض الليل سائقهم أنيسا ... بآي لا ح بين يديه نور
وكيف يخاف تيه الليل ركب ... تطلع من هوادجه البدور
ومنها:
أما من قبلة في الله قالوا ... متى حلت لشاربها الخمور
إلى أن قال متخلصا:
أرى كبدي وقد بردت قليلا ... أمات الهم أم عاش السرور
أم الأيام خافتني لأني ... بفخر الملك منها مستجير
وقوله من أخرى في سند الدولة أبي الحسن بن مزيد، مطلعها:
هب من زمانك بعض الجد للعب ... واهجر إلى راحة شيئا من التعب
ومشى على ذلك سائرا في رياض المقال، إلى أن اقتطف منها أنضر زهر فقال:
ترى نداماي ما بين الرصافة فال ... بيضاء رواين من خمر ومن ضرب
أو عالمين ... وقد بدلت بعدهم

ما دار أنسي وما كاسي وما نخبي
فارقتهم وكأني ذاكرا لهم ... نضو تلاقت عليه عصتا قتب
سقى رضاي عن الأيام بينهم ... غيث وبان عليها بعدهم غضبي
إذ نسكب الماء بغضا للمزاج به ... ونطعم الشهد إبقاء على العنب
يمشي السقاة علينا بين منتظر ... بلوغ كأس ووثاب فمستلب
كأنما قولنا للبابلي أدر ... حلاوة قولنا للمزيدي هب
ولنمسك هنا عنان اليراعة، فقد طال مجالها في مضمار هذه البراعة ومحاسن مهيار لا تنتهي حتى ينتهي عنها. وما محاسن شيء كله حسن.
وممن جاء في حسن التخلص بالبديع المطرب، أبو القاسم محمد بن هاني متنبي المغرب، فإنه سبق في ذلك إلى غاية يقصر دون مداها سوابق الأفكار، وافتض منه أبكار معان هي ألذ من افتضاض عواتق الإبكار.
فمن ذلك قوله من قصيدة يمدح بها أبا تميم المعز لدين الله، مطلعها:
ألا طرقتنا والنجوم ركود ... وفي الحي أيقاض ونحن هجود
وقد أعجل الفجر الملمع خطوها ... وفي أخريات الليل منه عمود
سرت عاطلا غضبى على الدر وحده ... فلم يدر نحر ما دهاه وجيد
فما برحت إلا ومن سلك أدمعي ... قلائد في لباتها وعقود
إلى أن قال سائرا إلى التخلص:
ألم يأتها أنا كبرنا عن الصبا ... وأنا بلينا والزمان جديد
فليت مشيبا لا يزال ولم أقل ... بكاظمة ليت الشباب يعود
ولم أر مثلي ما له من تجلد ... ولا كجفوني ما لهن جمود
ولا كالليالي ما لهن مواثق ... ولا كالغواني ما لهن عهود
ولا كالمعز ابن النبي خليفة ... له الله بالفضل المبين شهيد
وقوله من أخرى فيه أيضاً مطلعها:
أرياك أم ردع من المسك صائك ... ولحظك أم حد من السيف باتك
وأعطاف نشوى أم قوام مهفهف ... تأود غصنفيه وارتجَّ عانك
وما شق جيب الحسن إلا شقائق ... بخديك مفتوك بهن فواتك
أرى بينها للعاشقين مصارعا ... فقد ضرجتهن الدماء السوافك
ولم يزل يذلل صعاب هذه القوافي، ويرد منها النمير الصافي، إلى أن قال:
ألم تريا الروض الأريض كأنما ... أسرة نور الشمس فيه سبائك
كأن الشقيق الغض يكحل أعينا ... ويسفك في لباته الدم سافك
وما تطلع الدنيا شموسا تريكها ... ولا للرياض الزهر أيد حوائك
ولكنما ضاحكننا عن محاسن ... حكتهن أيام المعز الضواحك
وقوله من قصيدة يمدح بها جعفر بن علي، مطلعها:
هل آجل مما أؤمل عاجل ... أرجو زمانا والزمان حلاحل
وأعز مفقود شباب عائد ... من بعدها ولى وإلف واصل
ما أحسن الدنيا بشمل جامع ... لكنها أم البنين الثاكل
في كل يوم استزيد تجاربا ... كم عالم بالشي وهو يسائل
ومنها:
يا دار أشبهت المهافيك المها ... والسرب إلا أنهن مطافل
نضحت جوانحك الرياح بلؤلؤ ... للطل فيه ردع مسك جائل
وغدت بجيب فيك مشقوق لها ... نفس تردده ودمع هاطل
ولم يزل ينظم هذه الدرر، وينشر هذه الحبر، إلى أن أتى ببديع التخلص فقال:
بعدا لليلات أفلن بنا ولا ... بعدت ليال بالغميم قلائل
إذ عيشنا في مثل دولة جعفر ... والعدل فينا ضاحك والنائل
وقوله من أخرى فيه أيضاً:

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست