responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 265
كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل
ويقال أن أغنج بيت قالته العرب قوله من هذه القصيدة:
قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل
ومنه قول لبيد بن ربيعة العامري من قصيدة:
أحمد الله فلا ند له ... عنده الخير وما شاء فعل
من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل
فإذا جوزيت قرضا فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل
ومنها:
أعمل العيس على علاتها ... إنما ينجح إخوان العمل
وأكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزري بالأمل
أي لا تحدث نفسك بعدم الظفر أبداً, بل بشرها بحصول الأمل فإن صدقها بالجبن عن ملاقاة الأهوال يثبطها عن بلوغ الآمال.
وقوله من معلقته:
من معشر سنت لهم آباؤهم ... ولكل قوم سنة وإمامها
لا يطبعون ولا يبور فعالهم ... بل لا تميل مع الهوى أحلامها
فاقنع بما قسم المليك فإنما ... قسم الخلائق بيننا علامها
وإذا الأمانة قسمت في معشر ... أوفى بأوفر حظنا قسامها
فبنى لنا بيتا رفيعا سمكه ... فسما إليه كهلها وغلامها
ومنه قول النابغة الجعدي من قصيدة أولها:
خليلي عوجا ساعة وتهجرا ... ولو ما على ما أحدث الدهر أو ذرا
ومنها:
وإن جاء أمر لا تطيقان دفعه ... فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تريا أن الملامة نفعها ... قليل إذا ما الشيء ولى وأدبرا
ومنها:
أتيت رسول الله إذ قام للهدى ... يتلو كتاباً كالمجرة نيرا
خليلي قد لاقيت ما لم تلاقيا ... وسيرت في الآفاق ما لم تسيرا
تذكرت والذكرى تهيج لدى الهوى ... ومن عادة المحزون أن يتذكرا
وعنه أنه قال: لما أنشدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولي من هذه القصيدة:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فأين المظهر يا أبا ليلى؟ فقلت: الجنة, فقال: قل إن شاء الله.
ولما أنشد قوله منها أيضاً:
لا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أجدت, لا يفضض الله فاك. فبقيت أسنانه إلى آخر عمره كأنها اللؤلؤ المنظوم, ولم تسقط له سن.
وعمر النابغة المذكور عمراً طويلاً في الجاهلية والإسلام, وكان أكبر من النابغة الذبياني, واختلف في عمره, قال الأصبهاني: والحق ما نقله ابن قتيبة: إنه عاش مائتين وعشرين سنة, وحضر صفين مع علي عليه السلام.
ولما خرج علي عليه السلام إلى صفين خرج معه النابغة, فساق به قوماً فقال:
قد علم المصران والعراق ... أن عليا فحلها العتاق
أبيض جحجاح له رواق ... وأمه غالى بها الصداق
أكرم من شد بها نطاق ... أن الألى جاروك لا أفاقوا
لهم سياق ولكم سياق ... قد علمت ذالكم الرفاق
سقتم إلى نهج الهدى وساقوا ... إلى التي ليس لها عراق
في ملة عادتها النفاق
العتاق بضم العين المهملة - كغراب - العتيق وهو الفحل النجيب.
ومنه قول حسان بن ثابت الأنصاري من قصيدة قالها يوم الفتح:
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برج الخفاء
بأن سيوفنا تركتك عبدا ... وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء
أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
وقوله من أخرى وهي مشهور شعره:
لله در عصابة نادمته ... يوماً بجلق في الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست