responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 266
ولقد طالعت طيوان حسان فلم أر له أسجم من قصيدته التي يفتخر فيها بقومه, ويعدد أفعالهم, وقد عن لي إثباتها هنا برمتها, لأنها جميعها داخلة في نوع من الانسجام.
وديوان حسان قليل الوجود, وهذه القصيدة لم أرها في غير ديوانه وهي:
أنسيم ريقك أخت آل العنبر ... هذا أم استنشأته من مجمر
أبديد ثغرك ما أرى أم لمحة ... من بارق أن معدن من جوهر
أودعتني ببريق ثغرك حرقة ... ألهبت جمرتها بطرف أحور
ونشرت فرعك فوق متن واضح ... وطويت كشحك فوق خصر مضمر
قولي لطرفك أن يكف عن الحشا ... سطوت نيران الهوى ثم اهجري
وانهي جمالك أن ينال مقاتلي ... فينال قومك سطوة من معشري
إني من القوم الذين جيادهم ... طلعت كسرى بريح صرصر
وسلبن تاج الملك قسرا بالقنا ... وأخذن قهرا درب آل الأصفر
آباي من كهلان أرباب العلى ... وبنو الملوك عمومتي من حمير
قدنا من اليمن الجياد فما انثنت ... حتى حوت بالصين مهجة بعبر
ورمت سمرقندا بكل مثقف ... لهج باحشاء الفوارس أسمر
ووطئن أرض الشام ثم وفارسا ... بالحرث اليمني وابن المنذر
صبحت بلاد الهند بالبيض التي ... صبحت بها كسرى صبيحة دستر
ونصرن في الأحزاب حزب محمد ... وكسون مومة ثوب موت أحمر
وطلعن من رجوي حنين شزبا ... يحملن كل سليل طبيب العنصر
يلقى الرماح الشاجرات بنحره ... ويقيم هامته مقام المغفر
ويقول للطرف أصطبر لشبا القنا ... فهدمت ركن المجد إن لم تعقر
وإذا تأمل شخص ضيف طارق ... متسربل أثواب محل مقتر
أو ما إلى الكوماء هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحري
من قد ولدنا من نجيب قسور ... دامي الأظافر أو ربيع ممطر
سلكت أنامله بقائم مرهف ... وبنثر فائدة وذروة منبر
كم فوق وجه الأرض من ذي ثروة ... لولا فواضل رفدنا لم يذكر
لولا صوارم يعرب ورماحها ... لم تسمع الآذان صوت مكبر
نحن الذين نذل أعناق القنا ... ونعز بالمعروف قل المعسر
قحطان قومي ما ذكرت فخارهم ... إلا علوت على سنام المفخر
السابقون إلى المكارم والعلى ... والحائزون غدا حياض الكوثر
فإذا أردت بأن ترى مسعاتنا ... فصل النواظر بالسماك الأزهر
لو أمت الجوزاء أن تعلوا على ... أدنى ذؤابة مجدنا لم تقدر
ثم الصلاة على النبي وآله ... ما لاح برق في غمام ممطر
هذه القصيدة من الرقة والانسجام والجزالة بمحل يشهد به الذوق السليم ولو قلت أنها أرق من كثير من شعر أبي تمام والبحتري لما أبعدت.
ومثلها قوله أيضاً من أخرى:
إن الذوائب من نهر أخوتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته ... تقوى الآله وبالأمر الذي شرعوا
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حالوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يجهلون وأن حاولت جهلهم ... في فضل أحلامهم عن ذاك متسع
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم ... لا يطبعون ولا يرديهم الطمع
خذ منهم ما أتى عفوا إذا غضبوا ... ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
ومنه قول الحطيئة بضم الحاء المهملة على زنة جهينة, يمدح آل الشماس
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو مدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم أن بنوا أحسنوا البنى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها ... وإن أنعموا لأكدروها لا كدروا
وإن قال مولاهم على كل حادث ... من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا
مطاعين في الهيجا مكاشيف الدجى ... بنى لهم آباؤهم وبنى الجد
وقوله يمدح بغيض بن شماس السعدي:
تزور امرءاً يعطي على الحمد ماله ... ومن يعط أثمان المكارم يحمد
يرى البخل ولا يبقي على المرء ماله ... ويعلم أن البخل غير مخلد

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست