responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 341
أن ابن جفنة من بقية معشر ... لم يغذهم آباؤهم باللوم
لم ينسني بالشام إذ هو ربها ... كلا ولا متنصرا بالروم
يعطي الجزيل ولا يراه عطية ... إلا كبعض عطية المحروم
وحكي أن حسان دخل يوما على جبلة فقال له: قد دخلت علي ورأيتني ورأيت النعمان فكيف وجدتنا؟ فقال: والله لشمالك أندى من يمينه, ولقفاك أحسن من وجهه, وأمك خير من أبيه.
وفي خبر رسول عمر المذكور, إنه لما سمع جبلة يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم, طمع في إسلامه فقال له (ويحك يا جبلة الإسلام فقد عرفته وفضله) فقال: أبعد ما كان مني؟ قلت: نعم قد فعل رجل من فزارة أكثر مما فعلت, أرتد وضرب وجه المسلمين, ثم أسلم وقبل منه, فقال: زدني من هذا, إن كنت تضمن لي أن يزوجني عمر ابنته, ويوليني الأمر من بعده رجعت إلى الإسلام. فضمنت له التزويج, ولم أضمن له الخلافة.
قال: فرجعت إلى عمر فأخبرته, فقال: هلا ضمنت له الأمر, فإذا أسلم قضى الله علينا بحكمه. ثم جهزني عمر إلى قيصر وأمرني أن أضمن لجبلة الشرط, فقدمت القسطنطينية فوجدت الناس منصرفين من جنازته, فعملت أن الشقاء قد سبق عليه.
ومن قصيدة أبي فراس المذكورة:
ولم يرتغب في العيش عيسى بن مصعب ... ولا خف خوف بالحرون حبيب
وهذا عنوان لخبر عيسى بن مصعب بن الزبير, فإنه كان في حرب عبد الملك بن مروان مع أبيه وهو غلام حدث فقال له أبوه: انج بنفسك, فقال: ما كنت لأفارقك. فتقدم فقاتل حتى قتل بين يديه.
والحرون, هو حبيب بن المهلب بن أبي صفرة, وسمي الحرون لثباته في الحرب.
ومنه قوله أيضاً وقد أسرته الروم وساموا فداءه, فكتب إلى سيف الدولة (يسأله أن يفديه) قصيدة أولها:
دعوتك للجفن القريح المسهد ... لدي وللنوم الطريد المشرد
أناديك لا أني أخاف من الردى ... ولا أرتجي تأخير يوم إلى غد
وما ذاك بخلا بالحياة وإنها ... لأول مبذول لأول مجتدي
وما الأسر مما ضقت ذرعا بحمله ... وما الخطب مما أن أقول له قدى
وما زال عني أن شخصي معرض ... لنبل العدى إن لم يصب فكأن قد
ولكنني أختار موت بني أبي ... على صهوات الخيل غير موسد
إلى أن قال:
دعوتك والأبواب ترتج دوننا ... فكن خير مدعو وأكرم منجد
فمثلك من يدعى لكل عظيمة ... ومثلي من يفدى بكل مسود
ولا تقعدن عني وقد سيم فديتي ... فلست عن الفعل الكريم بمقعد
فإن مت بعد اليوم عابك مهلكي ... معاب الزرازيين مهلك معبد
هم عضلوا عنه الفداء فأصبحوا ... يهذون أطراف القصيد المقصد
ولم يك بدعا هلكه غير أنهم ... يعابون إذ سيم الفداء مما فدي
هذا عنوان لواقعة معبد بن زرارة التميمي أخي حاجب بن زرارة, وذلك أن بني عامر بن صعصعة كانوا قد أسروه فأشترى نفسه بأربعمائة بعير, فأبى أخوه لقيط أن يبذلها فيه, واعتذر بأن أباه أوصاه أن لا تطعموا العرب أثمان بني زرارة, فحبسه بنو عامر بن صعصعة حتى مات في الأسر, فندم أخوه لقيط, وانشأ فيه المراثي.
وما أحسن قول أبي فراس بعد هذا:
فإن تفتدوني تفتدوا لعلاكم ... فتى غير مردود اللسان ولا اليد
وأن تفتدوني شرق العدى ... أسرع عواد إليها معود
يدافع عن أحبابكم بلسانه ... ويضرب عنكم بالحسام المهند
متى تخلف الأيام مثلي لكم فتى ... طويل نجاد السيف رحب المقلد
وقال فيها يخاطب سيف الدولة:
فيا ملبسي النعمى التي جل قدرها ... لقد أخلقت تلك الثياب فجدد
ألم تر أني فيك صافحت حدها ... وفيك شربت الموت غير مصرد
وفيك لقيت الألف زرقا عيونها ... بسبعين فيهم كل أشأم أنكد
يقولون جنب عادة ما عرفتها ... عسير على الإنسان ما لم يعود
فقلت أما والله لا قال قائل ... شهدت له في الرب ألأم مشهد
وبكر سألقاها فإما منية ... هي الظن أو بنيان عز موطد
وهذا النوع في شعر أبي فراس كثير, ومنه قوله أيضا:
جمعت سيوف الهند من كل بلدة ... وأعددت للهجاء كل مجاهد
وأكثرت للغارات بيني وبينهم ... بنات البكيريات حول المذاود
إذا كان غير الله للمرء عدة ... أتته الزرايا من وجوه الفوائد

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست