responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 342
فقد جرت الحنفاء حتف حذيفة ... وكان يراها عدة للشدائد
الحنفاء: فرس حذيفة بن بدر الفزاري, وهذا عنوان لخبره معها. فإن الحنفاء كان حافرها كبيرا جدا ولم ير حافر مثله, فلما كان يوم الهباءة انهزم حذيفة عليها, فلم يدر أين توجه. فقال قيس بن زهير: اتبعوا أثر الحنفاء, فتبعوه حتى لحقوه بماء الهباءة, فقتل هو وجماعة من أهله, وكانت الحفناء سبب قتله.
وقال بعده:
وجرت منايا مالك بن نويرة ... عقيلته الحسناء أيام خالد
يشير إلى حكاية مالك بن نويرة مع خالد بن الوليد. فإن مالكا لما أمتنع أن يؤدي الصدقات إلى أبي بكر أنفذ إليه خالد بن الوليد. فيذكر أن خالدا أعطاه الأمان, فلما رأى امرأة مالك أعجبته وكانت ذات جمال, فقتل مالكا وتزوج بها وبنى عليها من ليلته, والقضية في ذلك مشهورة.
وقال بعده:
وأردى ذؤابا في بيوت عتيبة ... أبوه وأهله بشدو القصائد
يشيير إلى خبر ذؤاب بن ربيعة قاتل عتيبة بن الحارث اليربوعي, وذلك أن بني يربوع أسروا ذؤابا ولم يعلموا أنه قاتل عتيبة, وباعوه من أبيه إلى وقت, فجاء أبوه, وتخلف اليربوعيون لمانع منعهم, فظن أبو ذؤاب أنهم قتلوه بعتيبة.
فقال أشعارا منها قوله:
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب
فبلغ اليربوعيين الشعر فقالوا: إنك لقاتل عتيبة؟ فقتلوه.
ومنه قول الفرزدق يخاطب جريرا من قصيدة هجاه بها:
وإني لأخشى لو خطبت إليهم ... عليك الذي لاقى يسار الكواعب
وهذا عنوان لخبر يسار المضروب به المثل. قال أبو عبيدة: إنه عبد لبني غدانة بن يربوع, أراد مولاته على نفسها, فنهته مرة بعد مرة, فلما أبى إلا طلبها أطعمته في نفسها, وأوعدته أن يأتيها ليلا. فأخبر بذلك عبدا كان معه فقال: يا يسار كل من لحم الحوار, واشرب من لبن الغزار, وإياك وبنات الأحرار. فلم يستمع منه, وأتى مولاته بموعدها, وقد أعدت له موسى فلما دخل عليها قالت: إني أريد أن أدخنك فإنك منتن الريح, قال: افعلي ما بدا لك, ثم أدخلت تحته مجمرة وقبضت على مذاكيره فبترتها, فلما وجد حر الحديد قال صبراً على مجامر الكرام, فذهبت مثلا.
وزعم ابن الكلبي: أن يسار الكواعب, كان عبدا للجبابن حنظلة بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن اسلم بن الحاف بن قضاعة - وليس في العرب أسلم إلا هذا, وأسلم بن القيانة بن عك, وكل شيء في العرب أسلم - وإن يسارا تعشق الرائقة بنت الجبا, بنت مولاه, فخضع لها بالقول فزبرته, فشكا عشقها إلى رفيقه وكان يرعى معه فقال: يا يسار كل لحم الحوار, أشرب لبن العشار, وإياك وبنات الأحرار. فعصاه, وخضع لها ثانية فضحكت إليه, فرجع فقال لصاحبه فأعاد عليه القول الأول ونهاه, ثم عاد إليها وخضع لها فقالت له: ائت مرقدي الليلة, فصار إليها وقد أحدت له موسى, فلما جاء قالت: إن للحرائر طبيبا فإن صبرت عليه أمكنتك من نفسي, فقال: شأنك, فجبته وجدعت أذنيه وشفتيه, فوقع مغشيا عليه, فلم تزل تضربه بالعصي حتى أفاق. فرجع إلى صاحبه مجدوعا, فضرب به العرب المثل.
ومنه قوله أيضاً يجيب جريرا عن قصيدته التي هجا بها عياش بن الزبرقان بن بدر:
وأن تهج آل الزبرقان فإنما ... هجوت الطوال الشم من هضب يذبل
وقد نبح الكلب النجوم دونه ... فراسخ تنضي الطرف للمتأمل
لهم وهب الجبار بردي محرق ... لعز معد والعديد المحصل

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست