responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 343
يريد بالجبار المنذر بن ماء السماء, وهي أمهن وأبوه امرؤ القيس, وابنه محرق وهو عمرو بن المنذر. ذكروا أن المنذر أبرز سريره وقد اجتمعت عنده وفود العرب, فدعا ببردي ابنه المحرق فقال: ليقم أعز العرب قبيلة, وأكثرهم عددا فليأخذ هذين البردين. فقام عامر بن أحيمر بن بهدلة فأخذهما فأتزر بواحد وارتدى الآخر. فقال له المنذر: ما أنت أعز العرب قبيلة, وأكثرهم عدد. قال: العز والعدد من العرب في معد, ثم في نزار, ثم في مضر, ثم في خندف, ثم في سعد, ثم في كعب؛ ثم في عوف؛ ثم بهدلة؛ فمن أنكر هذا في العرب فلينافرني. فسكت الناس, فقال المنذر عند ذلك لعامر: هذي عشيرتك ما تزعم, فكيف أنت في أهل بيتك وفي بدنك؟ قال: أنا أبو عشرة, وعم عشرة, وخال عشرة, وأخو عشرة, يعينني الأكابر على الأصاغر, والأصاغر على الآكابر. فأما قولك: كيف أنت في بدنك, فشاهد العز شاهدي, ثم وضع قدمه على الأرض وقال: من أزالها عن مكانها فله مائة من الإبل, فلم يقم إليه أحد من الناس. فذهب بالبردين, فسمي ذو البردين.
فقال الزبرقان بن بدر:
وبردا ابن ماء المزن عمي اكتساهما ... لعز معد حين عدت محاصله
رآه كرام الناس أولاهم به ... ولم يجدوا في غيرهم من يعادله
ومما وقع من نوع العنوان في الغزل قول الأرجاني:
ما في جفائكم إذا أنا لم أخن ... سبب يعاف حديثه ويعاب
سخط النبي على البريء وما درى ... مما جناه الآفك الكذاب
حتى استبان له بوحني نازل ... أن الذي قال الوشاة كذاب
يشير إلى واقعة الإفك على عائشة. وكان من أمرها أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أقبل من غزوة بني المصطلق, حتى إذا كان قريبا من المدينة قال أهل الإفك في عائشة أم المؤمنين ما قالوا. وحدثت, قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد السفر أقرع بين نسائه, فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه. فلما كانت غزوة بني المصطلق خرج سهمي عليهن, فخرج بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكان الناس إذ ذاك خفافا, إنما يأكلن العلق لم يهجهن اللحم فيثقلن. وكنت إذا رحل بي بعيري جلست في هودجي, ثم يأتي القوم ويحملونني, ويأخذون بأسفل الهودج ويرفعونه ويضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله, ثم يأخذون برأس البعير وينطلقون به.
فلما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من سفره ذلك, ونزل منزلا قريبا من المدينة فبات به بعض الليل, ثم أذن في الناس بالرحيل, فارتحل الناس, وخرجت لحاجتي وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار, فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري. فلما رجعت إلى الرحل ذهبت التمسه في عنقي فلم أجده - وقد أخذ الناس في الرحيل - فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته. وجاء القوم الذين كانوا يرحلون لي البعير - وقد فرغوا من رحلته - فأخذوا الهودج وهم يظنون أنني فيه كما كنت أصنع, فاحتملوه وشدوه على البعير, ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به.
ورجعت إلى المعسكر وما فيه من داع ولا مجيب, فتلففت بجلبابي, واضطجعت في مكاني, وعرفت أن لو افتقدت لرجع إلي. فو الله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي - وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس - فرآى سوادي فأقبل حتى وقف علي - وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب - فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون, ظعينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنا متلففة في ثيابي - قال: ما خلفك رحمك الله؟ قالت: فما كلمته, ثم قرب البعير فقال: أركبي - واستأخر عني - فركبت, وأخذ برأس البعير وأنطلق حتى أصبحت, ونزل الناس, فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي, فقالوا أهل الإفك ما قالوا, فارتج العسكر, ووالله ما أعلم بشيء من ذلك.

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست