نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 168
وقال يشكو تقلب الأيام من قصيدة:
كأني بالبلاد تنوحُ حزناً ... وقد أودى بعظمتها الثبورُ
يحنُّ الأرزُ في لبنانَ شجواً ... وتندبُ بعد ذاك العِزّ صُورُ
وتدمرُ في دَماٍر مستمِرّ ... وما سكَّانها إلا النسورُ
وأضحت بعلبكُّ وليس فيها ... سوى خُرَبٍ لعضمتها تشيرُ
فلو درتِ البلاد بما عراها ... لكادت من تلهفها تمورُ
ومن لطيف قولهِ في مدح سمو الخديوي عباس:
همامٌ توَّلى الأمر وهو على شفا ... فشَّيد من أركانهِ ما تضعضعا
تقلَّد أعباءَ الرئاسةِ أمرداً ... وقد عرفَتْهُ قبل ذلك مرضعاً
فكانت له أمّاً وكان له أباً ... غذته ورباها وقد نشأا معا
وله تاريخ في الطبيب يوسف الجلخ المتوفى سنة 1869:
هذا الطبيب الذي من بعد مصرعِه ... أبلى القلوبَ بأسقامٍ وتعذيبِ
أجرى عيون بني الجلخ الكرامِ لهُ ... بكل دمعٍ من الأجفان مصبوبِ
فقِفْ على تربهِ وأهتف بمرحة ... عليهِ تهبطُ من تلك المحاريبِ
وقل ليوسف أرّخْ طيًّ مضجعهِ ... أبَّدتَ في كل قلبٍ حزنَ يعقوبٍ
ويعجبنا قوله في ساعة دقاقة:
ومُحْصيةٍ أعمارَنا كلَّما انقضت ... لنا ساعة دقَّت لها جرسَ الحزنِ
فيا بنت هذا الدهِر سرتِ مسيرهُ ... فهل أنت دون الناس منهُ على أمنِ
ومثله حسناً قوله في عود طربٍ:
وعودٍ صفا الندمانُ قدماً بظّلهِ ... وما برحت تصفو لديهِ المجالسُ
تعشَّقَهُ طيرُ الأراكةِ أخضراً ... وحنّض عليهِ ريشهُ وهو يابسُ
ورأى قدرة بعلبك فذكر قدرة الرحمان بقوله:
يا بعلبكَّ غريبة الأزمانِ ... والعهد والصنَّاع والبنيانِ
لم تُبِلكِ الأَّيام في حدثانها ... إَّلا لتُظهر قدرة الرحمانِ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 168