نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 167
جلاها كلُّ أبلج أريَحيٍ ... تقرُّ له البلاغةُ والكلامُ
تُجرَّدُ من أياديهِ المواضي ... وتُرسَلُ من لواحظهِ السهامُ
رجالٌ في انتشار الفضل جدُّوا ... وفي حب العلوم صَبوا وعاموا
تلاعبت الحمَّيةُ في نُهاهم ... كما لَعِبت بشاربها المدامُ
تهزُّ الأريحَّيةُ كلَّ يومٍ ... معاطفهم كما أهتزَّ الحسامُ
هُمُ الشُهبُ والمطيرةُ فوق أرضٍ ... يلوح لنَوْئِهم فيها غمامُ
غمامٌ قد تخلَّلهُ بروقٌ ... يصافحها الرجاءُ متى تُشامُ
جهابذةٌ يقوم الفردُ منهم ... بما أعيا بهِ جيش اللهامُ
ومن أبياته الحماسية فيها قوله عن العرب:
وما العَربَ الكرام سوى نصالٍ ... لها في أجفُن العُليا مقامُ ...
لَعمرك نحن مصدرُ كل فضلٍ ... وعن آثارنا أخذ الأنامُ
ونحن أولو المآثر من قديمٍ ... وأن جحدَتْ مآثرَنا اللثامُ
فقد علمَ العراق لنا قديماً ... أياديَ ليس تنكرها الشآمُ
وفي أرض الحجاز لنا فيوضٌ ... يسيل لها إلى اليمين انسجامُ
وفوق الأندَلوس لنا بنودٌ ... لهامات النجوم بها إعتامُ
وسلْ في الغرب عن آثار فخرٍ ... لها في جبهة الزَمَن إرتسامُ
ولسنا القانعين بذكر هذا ... وليس لنا بعروتِه اعتصامُ
ولكنَّا سنجهَدُ في المعالي ... إلى أن يستقيمَ لها قوامُ
ومن محاسن نظمه ما كتبه في المجموع الذي خص بمدح كريستوف كولمب في السنة المئوية لتذكار موته:
أبقى خِرِيستوفُ الشهير لنفسهِ ... ذكراً على الأيام ليس يبيدُ
رجلٌ لقد فتح البلاد بصرهِ ... ولهُ من الهَمم الجسام جنودُ
قد زاد هذي الأرضَ أرضاً مثلَها ... ليدَيهِ ألقي كنزُها المرصودُ
برزت إليهِ من الغيوب كأنَّها ... خَلْقٌ سوى الخَلْق القديم جديدُ
فكأَنهُ إذا حلَّ فيها آدمٌ ... وكأنَّها فردوسهُ المعهودُ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 167