نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 174
فأنسابَ كالأفعى وقال أعوذُ من ... عار غدا متبختراً في الأطلسِ
والكلّ يبدون المسرَّة كلَّما ... سمعوا بنائبةٍ سرت في الأرؤسِ
تبّاً لبغيك أيها الإنسان ما ... إبليسُ ربُّ النحس منكَ بأنحسِ
ذي كبرياؤك يا لها من آفةٍ ... كالأفعوان سعت لقتل الأنفسِ
وقد رثاه المرحوم بشاره الشدياق فقال يذكر تآليفه:
تركت يا مفرداً شأنا يذكّرنا ... شذاء كالمسك لما فاح في الظل
من مشهد قد جلا الأحوالَ بأن لنا ... منهُ عجائب أفعال بلا خللِ
ومن غرائب ما شهدت من صدفٍ ... أبهى من الدرّ أو أشهى من العسلِ
ورحا قبرت فيها قد حوت حكماً ... صيغت من الدرّ من قولٍ ومن عمل
ولفرنسيس الفراش أخُ وأخت اشتهرا أيضاً بالآداب نؤجل ذكرهما فنروي أخبارهما في تاريخ القرن العشرين.
رزق الله حسون
وفي هذا الزمان أشتهر حلبي آخر لعب دوراً مذكوراً في نهضة الآداب العربية. نعني به رزق الله بن نعمة الله حسون. ولد هذا في حلب نحو السنة 1825 من أسرة كريمة أصلها من الأرمن ودرس العلوم في دير بزمار في لبنان. وبعد أن قضى مدة في وطنه متاجراً سافر إلى الأستانة فتوطنها برهة من الدهر وصار فيها ناظراً لجمرك الدخان ثم تجول في أوربا ودخل فرنسا وروسيا وحل مدة في لندن وكان في أسفاره يشتغل بالآداب العربية ويؤلف التآليف النثرية والشعرية. وكان خطه بديعاً وفي مكتبتنا الشرقية من قلمه عدة كتب تأخذ بالإبصار لجودة خطها وإتقانها كتبها على ورق جميل النقش كان انتسخها في أوقات الفراغ في خزائن كتب أوربا كصبح الأعشى القلقشندي وديوان الأخطل وديوان ذي الرمة والمتم لأبن درستويه ونقائض جرير والفرزدق والأناجيل المقدسة ترجمة الدبسي. وبعد حوادث سنة 1860 قدم إلى الشام في صحبة فؤاد باشا فكان يعرب مناشيره وأوامره. ثم عاد إلى إنكلترا وأشتغل بالتأليف في قرية ونزورث (Wandsworth) بقرب قصر الملكة فكتوريا ومما صنفه وقتئذ ثم طبع في المطبعة الأميركية في بيروت سنة 1869 و1870 كتابه (لشعر الشعر) أودعه نظم سفر أيوب ونشيد
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 174