نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 173
والنسرُ هبَّ إلى العلا كأنه ... يبغي المسير مع السحاب الجاري
وقال يشكو الدهر:
رمتْ قلبي نبالُ الدهر حتى ... رأيتُ دمي يسيلُ من العيونِ
فلو كان الزمان يُصاغُ جسماً ... لكنت أذيقهُ كأس المنونِ
وقال في خواص الجسم:
الجسم معروفٌ بستّ خصائصٍ ... فيهِ قعَنْهُ قطُّ ليس تحولُ
عدمُ التداخل وامتدادٌ صورةٌ ... جذبٌ سكونٌ للتجزّي قبولُ
ومن حكمة قوله:
صدّقوني كلُ الأنامِ سواءٌ ... من ملوكٍ إلى رُعاةِ البهائمْ
كلُّ نفسٍ لها سرورٌ وحزنٌ ... لا تني في ولائمِ أو مآتِمْ
كم أميرٍ في دستهِ باب يسقي ... بالْهُ والسير في القيدِ ناعمْ
أصغر الخلق مثل أكبرها جرْ ... ماً لهذا ولذا مزايا تُلائمْ
والخلايا للنحل أعجبُ صنعاً ... من قصور الملوك ذات الدعائِمْ
وكان فرنسيس الراش يراسل أهل الفضل في زمانه كالشيخ ناصيف اليازجي وغيره. وله مآثر عديدة وفصول إنشائية وأراجيز نشرها أرباب الجرائد في عهده كأصحاب الجوائب والمحلة والزهرة والجنان يطول هنا ذكرها. ومن جيد وصفه قوله في الحسود:
قال لزيدٍ أنَّ عمراً فاز إذ ... ربحت تجارُتهُ بحظٍّ كيّسِ
فأزورَّ من غضبٍ وسكرَجَ (؟) عينهُ ... وتنفَّس الصعداء أيَّ تنفّسِ
وغدا يقول مخرطماً ومبرطماً ... ويلاهُ من تحسين حال المفلسِ
وكذاك لمَّا أخبروا عمراً أن ... بكراً أغدا ذا رفعةٍ في المجلسِ
أرغى وأزْبد خائراً كالمُعتري ... وانتاب سحنتَهُ ظلامُ الحندسِ
وأنحاز يصرخ قد كذبتم فاصرخوا ... أنَّ السعادة لا ترى في الْمَتعسِ
ورووا على بكرٍ بأنَّ صديقهُ ... يحيي بعزٍّ ذلٍ قد كُسي
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 173