نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 197
القديسين يوحنا فم الذهب ويوحنا الدمشقي وأعمال الرشيد وبني برمك والمأمون وعصره. وكان وجوه البلد يحضرون تلك الحفلات بملء الرغبة والشوق. وأخذت بقية المدارس تجري على هذه الآثار لا سيما المدارس الكاثوليكية كالمدرسة البطريركية ومدرسة الحكمة بهمة بعض أساتذتها الأدباء وخصوصاً عبد الله أفندي البستاني وتلميذنا المرحوم نجيب حبيقة.
الآداب العربية في مصر
هذه لمعة من أحوال الآداب العربية في بلاد الشام في الخمس الأخير من القرن التاسع عشر. وكانت مصر بعد تقدمها على الشام في النهضة الأدبية أصابها بعض الخمول رغماً من انتشار العلوم الحديثة في مدارسها ووفرة مطبوعاتها العربية وهمة خديويها محمد علي باشا وزير معارفها الهمام علي باشا. مبارك. ولعل سبب هذا الخمول إنما كان انصراف نظر أهلها إلى العلوم الأجنبية فكأن شيوخها ساعين في نقل التأليف الأوربية إلى العربية فيدرسونها في مدارسهم فيشغلهم الأمر على الاهتمام بالآداب العربية.
ثم حدث الثورة العرابية سنة 1881 واحتلت الجيوش الإنكليزية القطر المصري فكان الاحتلال مضراً للغة العربية من جانب ومفيداً من جانب آخر أما ضرره فقد حصل باتخاذ اللغات الأجنبية كلغات التدريس فحرمت العربية من التآليف المنقولة من غيرها إليها وأهمل كثيرون درسها. إلا أن مصر اعتاضت عن هذه الخسارة بفوائد أخرى كتنظيم الدروس العربية في مدارسها وإدخال تلك اللغة في جملة الدروس الثانوية لنوال شهادة الحكومة. وزاد عدد مدارس الأجنبية التي لم تكن لتغضي عن درس العربية كمدرسة العائلة المقدسة في القاهرة للآباء اليوسعيون ومدرستهم في الإسكندرية وكمدارس الأفريقيين في طنطا وزقازيق ومدارس عديدة لأخوة المدارس المسيحية.
وكذلك المدارس الوطنية زادت عدداً ونمواً في القاهرة وبقية بنادر القطر المصري حتى جعل لها ديوان يهتم لها ديوان يهتم بشؤونها دعي ديوان المدارس ثم عرف بديوان المعارف العمومية. وفي هذا الوقت حورت طرق التعليم في بعض المدارس المنشأة سابقاً لا سيما مدرسة الأزهر التي نالها بعض الإصلاح بدخول فروع جديدة من التعليم كالجغرافية والتاريخ لكنها لم تزل بعيدة عن مرتبة الكليات الأوربية.
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 197