نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 199
أما الجمعيات الأدبية في مصر فسعا بإنشائها بعض ذوي الفضل والعلم من الفرنسويين وغيرهم فخدموا بها القطر المصري خدماً صادقة كما تشهد على ذلك منشوراتهم المطبوعة في كل عام وكان بعض الوطنيين من جلة القوم يشاركنوهم في الأعمال. وقد أراد الوطنيون غير مرة أن يجمعوا قواهم بالانضمام ويعقدوا جمعية علمية فلم ينجحوا وكان عقدهم ينفرط بعد قليل لتباين الأغراض.
الآداب العربية في أنحاء الشرق
أما الأقطار الخارجة عن الشام ومصر فكانت حركة آدابها خفيفة لم يشتهر في نهضتها إلا الأفراد. ففي هذه المدة أبرزت مطبعة الجوانب مطبوعات مفيدة حسنة الطبع كديوان البحتري وأدب الدنيا والدين وشرح مقصورة ابن دريد ورسائل فلسفية وأدبية متعددة لأبن سينا والثعالبي وللضبي وغيرهم. وأدى المرسلون الدومنيكان في الموصل بمطبوعاتهم الجديدة ومدارسهم خدماً تذكر فنشكر. وكذلك الآباء الكرمليون في بغداد عززوا مدارسهم فزاد إقبال الناشئة العراقية عليها. وقص آثارهم الكلدان الكاثوليك فجاروهم بتهذيب الأحداث.
وفي ذاك العهد دخل فن الطباعة إلى مكة فأنشئت مطبعتها الأميرية وأخص ما طبع فيها الفتوحات الإسلامية للسيد أحمد زيني دحلان وبعض الدواوين.
ونشرت في جهات العجم عدة منشورات بعضها تاريخية كمقاتل الطالبيين لأبي فرج الأصبهاني وروضات الجنات في أحوال العلماء والسادات. وبعضها أدبية ولغوية وأغلبها دينية وأكثر هذه المطبوعات سيئة الطبع يسقط بذلك معظم فوائدها. وربما كان طبعها على حجر في أسوأ صورة. ومثلها سقماً وسخافة مطبوعات الهند في لوكنو وبمباي فأن مطبوعات كثيرة ظهرت هناك كشفاء ابن سينا وقواعد العقائد الطوسي وشرح الهداية الأثرية لكنها لا تستحق اعتباراً لسوء طبعها. وأحسن منها رسائل أخوان الصفا وديوان علي بن أبي طالب وديوان الموسوي وديوان علي بن مقرب وديوان شرف الدين المقري وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب. وللحكومة الإنكليزية في كلكوتا مطبعة أصدرت عدة تآليف مفيدة أتقن طبعها وقد مر لنا ذكرها.
الآداب العربية في بلاد أوربة
أما المدارس العربية في أوربا فأنها نالت
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 199