نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 214
هنالكَ عمَّ الويلُ والشرُّ والرَّدى ... بترميل أزواجٍ وتيتيم أطفالِ
وتبضيعٍ أرابٍ وتقطيع أوصالٍ ... وتفليقِ هاماتِ وتدمير أطلالِ
وبزَّ تْهمُ الجرمانُ فاستسلموا لهم ... ثمانين ألفاً أو يزيدون في الحال
فلم يبقّ من ذا الجيش أجمعَ راجلٌ ... ولا فارسٌ فالجوُّ من ذكرهم خالِ
فلما درت باريس ذا الخطبَ أعولت ... وضجَّت وباتت في شجون وولوال
وقالت منَتني دولةٌ قيصرَّيةٌ ... بإِهلاك أجنادي وإتلاف أموالي
وإنَّ صلاحي دولةٌ جَمهُرَّيةُ ... تُسدّدُ أعمالي وتُصلحُ أحوالي
فنادت بخلع الإمبَراطور وابنهِ ... وثارت لأَخذ الثار ثورة قسطالِ
وختمها بهذا البيت الحكمي المقتبس من المزامير وهو نعم ختام:
إذا لم يكن للمرء من ربهِ هدىً ... فلا شيءَ يهديهِ من القيل والقال
محمد سليم القصاب
ومن فرسان حلبة الأدب بين مسلمي الشام في ختام القرن التاسع عشر الدمشقي محمد سليم بن أنيس الشهير بالقصاب. طبع له ديوان حسن في دمشق في مطبعة الجمعية الخيرية سنة 1298 (1881) فمن أقواله الجيدة ما قاله من قصيدة في السيد عبد القادر الجزائري وأولاده:
لمَّا بأَرض الشام حلّ ركابهُ ... ناديتُها بَاهي البلادَ وفاخري
أمنوَّا بنا فاليوم سباّقُ أصبحت ... دارَ الخلافةِ وهو عبد القادر
يا دوحةً طابت مغارسها فلم ... تُثمر سوى ليثِ وشبلِ كاسر
من كل شهم في الأنام محمَّدٍ ... يعنو إلى علياءِ كل مفاخر
مولاي محي الدين مصباح الهدى ... ذاك العلي الشأن أحمد شاكر
فكأنَّهم لما تبدوا حوله ... أقمار تم حول بدر سافر
أكرم به فرعاً يفاخر فرعه ... بأصوله فلك السماء الدائر
لا زال في أوج المعارج نجمه ... يسمو بمجد ما له من آخر
وقال في جنينة شادها مدحت باشا لأهل دمشق دعاها جنينة الملة سنة 1296:
هذه غرفة أنس أزلفت ... في ربى الشام تسر الناظرين
قد بدت أزهارها تثني على ... مدحت العليا وصدر الأعظمين
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 214