نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 220
لِنصفْ ذي الحجَّة قُلْ أرَخوا ... عاماً به آنَ غيابُ الهلالْ
أدباء مصر
لم يبلغ أدباء مصر من المسلمين في ختام القرن التاسع عشر ما بلغه ذوو دينهم في الشام وأشرنا إلى سبب ذلك في ما تقدم على أن مدرسة الأزهر بعد الاحتلال الإنكليزي كانت لا تزال ضابطة لرئاسة تعليم العربية نائلة لقصبات السبق في القطر المصري على الرغم مما أصابها من التأخر في ذلك الزمن كما أقر به أرباب الأمر ومن ثم أنشئوا سنة 1212 (1894) مجلساً ليتدارك الخلل في ذلك وتصلح طرق التعليم.
وممن نالوا بعض الشهرة في أواخر القرن التاسع عشر من شيوخ الأزهر وأساتذته الشيخ (مصطفي العروسي) الذي تولى ست سنين (1281 - 1287) رئاسة الأزهر وله ما خلا الكتب الإعتقادية أحكام المفاكهة في أنواع الفنون والمتفرقات توفي سنة 1293 (1876) . ومنهم الشيخ (محمد المهدي العباسي) ولد سنة 1244 (1828) واشتهر في العلوم الدينية وصارت إليه رئاسة الإفتاء في الديار المصرية مع شياخة الإسلام واختارته عمدة الأزهر لمشيخة تلك المدرسة فتقلدها سنة 1287 إلى 1299 وعاش إلى سنة 1315 (1897) قال بعضهم مؤرخاً لوفاته:
عليهِ دمع الفتاوى باتَ منحدراً ... وللمحابر حزنٌ ضاق عن حدّ
فيها المسائل قد باتت تؤرّخهُ ... مات المجيب الإمام المقتدى المهدي
ومن تآليفه الفتاوى المنسوبة إليه المعروفة بالفتاوى المهدية في الوقائع المصرية ومنهم الشيخ (محمد الأنبابي) ألف عدة كتب في الصرف والنحو وآداب البحث وقد تخرج على يديه كثير ممن تصدروا للتدريس. وتولى مشيخة الأزهر مرتين. كان مولده سنة 1240 ووفاته سنة 1313 (1824 - 1896) .
ومنهم (الشيخ عليش) أحد مشايخ السادة المليكة في مصر ولد بالقاهرة سنة 1217 وبها توفي سنة 1299 (1802 - 1882) اشتغل بالعلم في الأزهر حتى أدرك الجهابذة وأخذ عنه جل الأزهريين له تآليف عديدة في الفقه والبيان والمنطق وكتاب مواعظ. نكب في آخر حياته بسبب الثورة العسكرية العرابية.
ومنهم (حسين بن أحمد المرصفي) كان مكفوفاً وبلغ باجتهاده إلى أن يدرس في الأزهر ومن تآليف الوسيلة الأدبية في العلوم العربية والكلم الثمان في الأدب توفي
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 220