نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 245
جئنا نهنيك لكن ألهنا لنا ... فإنَّ نعماك للأبناء مغتنمُ
فاقبل ثناء بلا منِّ وتهنئة ... بهما يُترِجمُ عن فحوى الفؤادِ فمُ
وكان المترجم مولعاً بفرنسا يعظم مفاخرها ويطرأ بشهامة أبنائها ويشكر لدولتهم التي أنقذت نصارى الشرق من نكبات المعتدين فمن ذلك عينيَّته الشهيرة التي قالها سنة 1860 بعد حوادث الشام:
كفَّ البكا وامسح عيوناً تدمعُ ... واحفظْ بقيَّة مهجةٍ تتصدَّعُ
صبراً ولا تهلك أسى وتوجعاً ... فلعلَّ سعدك في الطوالع يطلعُ
يا شرقُ أمركَ مذهلٌ أو معضل ... والقلب حيران لذاك وموجعُ
قد كنتُ آلفت المصائب ذلّةً ... حتى دهتك مصيبةُ لا توسعُ
لبنانُ ما هذه الجماجمُ والدما ... ما للمنازل وهي قفرٌ بلقعُ
إلى أن قال على لسان الرب ملبياً دعوة المنكوبين:
حتّام تفترسُ الذئاب رعيَّتي ... فقطيعيَ المختار كاد يُقطَّعُ
ولقد أقمتُ لنصر شعبي ظافراً ... بطلاً تخرُّ لهُ الجهات الأربعُ
صحنا وكان إلى فرنس الصوت: يا ... نابوليون. أجابنا: لا تجزعوا
إني لمنجدكم وكاشفُ كَربكم ... برضى الإلهِ سواهُ فخراً يُمنعُ
ومنها في وصف الحملة الفرنسويَّة:
وكواسرُ لا الهولْ في أوهامها ... هولٌ ولا في الموت المريع يروَعُ
لا ترهبُ الأسيافَ إن سُلَّت ولا ... تحمي الجيوشُ ولا المدافعُ تدفعُ
منها الرؤافُ ولم تكن يوماً سوى ... الموت الزؤاف وكل عات موقعُ
تلك البُحورُ على البرور طمت ولا ... سدٌ يصدُ ولا حجابٌ يمنعُ
ليس الملا إلا المراكبُ والموا ... كبُ والقواضبُ والقنا والأدرعُ
وهي السوابقُ والسرادق والبنا ... دقُ والصواعقُ والمنيَّةُ تتبعُ
سعداً ليوم بشَّرت أعلامُهُ ... أن الحياة من المنية أسرعُ
لله درك يا فرنسا مركزاً ... للدين والدنيا إليكِ المرجعُ
لولاكِ لم يشرق نهارُ سلامة ... فينا ولا زال الشقا المستفظعُ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 245