نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 276
تهمَّته دورا مهما مع ما صادفته في سيرها من العوائق لا سيما سنة 1882 وقت الحوادث العرابية إلا أن عزم محررها لم يغلب بالك العوارض بل زاد نشاطا وعانى أعمال الصحافة إلى وفاته فتوفي في قرية بيت مري سنة 1892 وكان قصد لبنان تغييرا للهواء وطلبا للشفاء من ألم أصابه في القلب فلم يمهله أجله زمنا طويلاً ونقلت جثته إلى موطنه بإكرام. وكان لسليم بك تقلا موقع عظيم في نفوس أرباب الأمر من دولته فنال منهم ومن الدول الأجنبية عدة رتب وامتيازات شرفية. وهو قد أبقى من آثار قلمه - ما خلا فصوله ومقالاته المتعددة في الأهرام - مجموعاً فيه مقاطيع من نظمه ونثره. فمن حسن شعره قوله يصف أساطيل حربية:
تلك الأساطيلُ فوق الغَمْر سابحةٌ ... والغمرُ منها كسهلٍ وهي كالقُللِ
دانت لهيبتها الأنواءُ خاضعةً ... فحيثما قصدتْ حلَّت بلا مَهَلِ
خاضت عبابَ بحار الأرض آمنةً ... عَصْف الرياحِ وقصف الرَّمي بالكالِ
إذا شكتْ سفُنُ الخصمِ العنيد ظما ... نُزَّالِها أورَدتْها الماءَ للدَّقَلَ
وإن تشامَخَ حصنُ دُكَّ عن أُسسٍ ... ولو تطاولَ مرفوعاً إلى زُحَلِ
تهابها الجنُّ ثمَّ الأنسُ من بشرٍ ... والنَّسْر في الجوّ مثل الحوت في الوشائلِ
هذي قوى الماء فوق الماء ناشرةً ... بند الهلال قصِفْ ما تبتغي وقُلِ
ولسليم بك تقلا غير ذلك مما لم يطبع كرسائل ونبذ تاريخية وروايات معربة منها رواية متريدات ورواية أيوب البار. وهذه رسالة كتبها في تهنئة: السيد السند أطال الله بقاءه. لا أدري أي الثلثة أهنئ إياك أم الرتبة أم نفسي؟ أما أنت فبتساميك وإن كنت فوق ما نلت. وأما الرتبة فبشرفها لأنها دون من سمعت إليه. وأما أنا فلأني أول مخلص لك وُدّك فتهنئتي بما أفتخر به لك. ويا حبذا لو كان لي مداد برقي ويراع كهربائي أفيك به حقك من سروري ولعل ما بين فلبينا يقوم هذا المقام عني فأقول:
فإن أشكُكْ أراجعْ فالدليل معي ... وإن تشككْ فراجعْ فالدليلُ معكْ
ومن ظريف قوله في من عذله على التدخين:
عذَلَ التدخينَ قومٌ قد رأوا ... بيدي سيكارةً أعشَقُها
قال: دعها فهي سمُّ نافعٌ ... قلت: لا والله لا أعتقُها
إن تكن سماً فإني محرقٌ ... شرَّها بالنار إذ أحرقُها
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 276