نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 277
وعليه فاعذلوا أو فاعذروا ... فعلى الحالين لا أطلقها
إن حلالاً أو حراماً أشربها ... فأنا الصبُّ الذي يعشقُها
وقام من بعد سليم بك شقيقه (بشارة باشا تقلا) المتوفى سنة 1901 وسنذكره في جملة أدباء القرن العشرين.
القانوني (نقولا نقاش) هو نقولا بن الياس نقاش أخو المرحوم مارون نقاش الذي سبق ذكره في (المشرق 11 (1909) : 382) وهناك أشرنا إلى أصل العائلة من صيدا وانتقالها إلى بيروت. وكان مولد المترجم في هذه المدينة سنة 1825 وجرى على آثار أخيه في طلب العلوم ودرس اللغات وساعده في إنشاء الروايات التمثيلية. ثم تعاطى التجارة من السنة 1859 إلى السنة 1868 فانتدبته الحكومة إلى خدمتها كعضو مجلس الإدارة في لواء بيروت وكمدير جمارك الدخان فانكب على مطالعة قوانين ونظامات الدولة العلية. وتخرج في العلوم الشرعية على مشائخ العلماء أخصهم الشيخ يوسف الأسير فأحرز شهادة وكلاء الدعاوي ونُصب عضواً دائماً امحكمة بيروت التجارية واشتغل وقتئذٍ بالتأليف وعرّب عن التركية عدة كتب قانونية وأضاف إليها الشروح والفوائد حتى صارت في دوائر الحكومة المحلية بمثابة الترجمة الرسمية يرجع إليها في حل المشاكل. ونمت شهرة المؤلف بذلك حتى وقع عليه الاختيار سنة 1878 كمعبوث بيروت إلى الأستانة في الندوة الدستورية لولا أن ثمرة الدستور لم تنضج بعد فعاد بعد مدة إلى وطنه وأنشأ سنة 1880 جريدة المصباح الكاثوليكية فنالت بتدبيره ومقالاته شهرة واسعة طول حياته. وقد ضعف نور ذلك المصباح بوفاة منشئه حتى انطفأ تماماً. وكان المرحوم نقولا نقاش شديد التمسك بالدين مجاهراً بإيمانه كما تشهد له بعض تآليفه كتكريم القديسين ومجموع صلوات تقوية. وله من الكتب الأدبية خطب في مواضيع شتى سياسية واجتماعية. وله ديوان شعر طبع في المطبعة الأدبية سنة 1879 ضمنه كثيراً من المعاني الحسنة والأوصاف العصرية فمن ذلك قوله من قصيدة طويلة أرّخ فيها وصول ماء نهر الكلب إلى بيروت سنة 1875:
يا أهل بيروت بشرى ... قد صحَّ فينا الرجاءُ
هذا هو الماء جارٍ ... فَلْتَرْوَ منه الظماءُ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 277