نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 68
12 ت1 وعارضه في هذه التعريبات معاصره ووطنيه السيد إبراهيم كوبلي مطران الأرمن في حلب فعرب كتاب الحق القانوني وبعض التآليف الروحية (المشرق 9 (1906) : 420) كانت وفاته سنة 1831 شهيد محبته في خدمة رعيته.
دعنا الآن ننتقل إلى ذكر شيء من الحركة العلمية التي استجدت في هذا الطور بين الأوربيين فحملتهم على طلب الآداب العربية وإحراز فوائدها. ومن أقوى البواعث التي ساعدت علماء أوربا على بلوغ هذه الغاية تشكيل جمعيات علمية آسيوية يعقد أصحابها جلسات قانونية وينشرون الأبحاث المختلفة في كل فروع العلوم الشرقية. وكانت الجمعية الآسيوية الفرنسوية تتقدم ما سواها في هذا السباق الشريف فبلغت في ذلك الطور الثاني مقاماً عالياً كما تشهد عليه منشوراتها المتعددة. وكذلك الجمعية الآسيوية الإنكليزية تجاري شقيقتها في همتها وإن كان نظرها منصرفاً بالخصوص إلى الهند والشرق الأقصى. ومما استؤنف من هذه الجمعيات الآسيوية البنغالية التي باشرت سنة 1832 نشر مجلة كالمجلات الآسيوية الأوربية وهي لا تزال إلى يومنا تواصل أعمالها بنشاط.
وفي هذا الزمان نشأت في ألمانية نهضة محمودة لدرس العلوم الشرقية ولا سيما العربية. فاجتمع قوم من أصحاب الجد والعمل أخصهم ايفلد (Ewald) وغابلنتس (V. D. Gabelentz) وكوسغرتن (Kosegarten) وروديغر (Roediger) وجعلوا ينشرون مجلة لمعرفة الشرق (Zeitesh f. d. Kunde d. Morgenlandes) تجد فيها مقالات عديدة في التاريخ والآداب العربية. وما لبثت جمعية أخرى أوسع نطاقاً وأرقى علماً إن ظهرت في ألمانية باسم الجمعية الآسيوية الألمانية كان أول ظهورها سنة 1845 ونشرت مجلتها (ZDMG) سنة 1847 فخدمت منذ ذاك الحين الآداب الشرقية خدماً لا تنسى ومجموع هذه النشرة يعد اليوم كخزانة كتب واسعة تحتوي طرفاً جليلة من سائر فنون الشرق ومعارفه. وقد احتفلت هذه الجمعية سنة 1907 بيوبيلها الخمسيني وناهيك بذلك شاهداً على ثباتها وترقي أعمالها: أما الذين اشتهروا بين المستشرقين بتآليفهم العربية فليس منهم أحد نال فخراً كالعلامة البارون دي ساسي (Barons S. de Sacy) فإن هذا الرجل العظيم فضلاً
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 68