نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 102
وذكر أوس بن حجر عيد الفصح الذي كانوا يحتفلون به فيوقدون المشاعل، ويضيئون الكنائس بالقناديل والمصابيح، يقول1:
عليه كمصباح العزيز يَشُبُّه ... لفِصْحٍ ويحشوه الذُّبالَ المفتَّلا
وجرى على لسانهم كثير من أسماء الأنبياء، من مثل داود، وكان يشتهر عندهم بنسجه للدروع المتينة القوية، ومن ثم يقول سلامة بن جندل في وصف بعض الدروع2:
مُدَاخَلةٍ من نسج داود شَكَّها ... كحَبِّ الجنا من أُبْلُمٍ متفلِّقِ3
وقد يتحدثون عن ملكه في صدر حديثهم عن الملوك البائدين وكيف يعتدي الدهر على الناس فلا يبقي ولا يذر.
ويكثر في شعر الأعشى وأمية بن أبي الصلت وعدي بن زيد القصص عن الأنبياء وسيرهم قصصًا تظن ظنًّا أنه موضوع. وهو إن قُبل من عدي النصراني؛ فإنه لا يقبل من أمية والأعشى، وكانا وثنيين. وتبدو في شعر بعض الشعراء نزعة إلى التفكير في الحياة والموت على نحو ما أسلفنا في غير هذا الموضع، كما يبدو في شعر نفر منهم إيمان بالله، كقول عبيد بن الأبرص في معلقته -إن صح أنه له-:
من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب
ويزعم بعض المستشرقين أن الرواة الإسلاميين هم الذين وضعوا لفظة الجلالة في شعر الجاهليين بدلًا من كلمة اللات التي تتفق معها في الوزن[4]. وفي معلقة زهير:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
1 ديوان أوس ص 84.
2 الأصمعيات "طبعة دار المعارف" ص150.
3 مداخلة: محكمة النسج، شكها: أحكمها، الأبلم: بقلة لها قرون بها حب يابس. [4] جواد علي 6/ 305.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 102