نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 176
5- أهم مصادر الشعر الجاهلي
رأينا علماء البصرة والكوفة ورواتهما يجمعون مادة الشعر الجاهلي، وقد توزعتها منتخبات عامة ودواوين مفردة للشعراء وأخرى للقبائل غير كتب الطبقات والتراجم وكتب التاريخ واللغة. وسنحاول وصف طائفة منها وبيان مقدار الثقة بها. ونبدأ من المنتخبات العامة بالمعلقات، وقد مر بنا أنها لم تعلق بالكعبة كما زعم بعض المتأخرين؛ وإنما سميت بذلك لنفاستها أخذًا من كلمة العلق بمعنى النفيس، ويقال: إن أول من رواها مجموعة في ديوان خاص بها حماد الرواية[1]، وهي عنده سبع: لامرئ القيس وزهير وطرفة ولبيد وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة. ونراها عند المفضل الضبي سبعًا أيضًا؛ غير أنه أسقط اثنين من رواية حماد هما الحارث بن حلزة وعنترة وأثبت مكانهما الأعشى والنابغة[2]، وربما أضاف حماد الحارث في مقابلة عمرو بن كلثوم التغلبي؛ لأن ولاءه كان في بكر؛ على أننا لا نمضي في عصر التبريزي حتى نجده يجعلها في شرحه لها عشرًا جامعًا بين الروايتين ومضيفًا قصيدة عبيد بن الأبرص: "أقفر من أهله ملحوب".
وقد عني الشراح بهذه المجموعة؛ فشرحوها مرارًا، وطبع من شروحهم شرح الزوزني المتوفى سنة 486هـ. وقد كتبه على رواية حماد، ثم شرح التبريزي المتوفى سنة 502. وأكبر الظن أن حمادًا لم يأخذ حريته كاملة في قصائد مجموعته؛ فقد كانت على ما يظهر معروفة بين العرب؛ على أنه ينبغي مقابلتها على دواوين أصحابها ورواياتها الوثيقة.
والمجموعة الثانية في المنتخبات هي المفضليات نسبة إلى جامعها المفضل الضبي راوي الكوفة الثقة، وقد نشرها ليال بشرح ابن الأنباري، وهي مائة وست وعشرون قصيدة أضيف إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ، وفي مقدمة الشرح [1] انظر ترجمة حماد في معجم الأدباء: 10/ 266. [2] العمدة لابن رشيق "الطبعة الأولى" 1/ 61.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 176